فيصل الزامل
الاستجواب في الكويت ليس مثل بقية الامتحانات، اختبار قيادة السيارة فيه ناجح وفيه راسب، في الجامعات، في المدارس، هناك نسبة نجاح ونسبة رسوب، وفي برلمانات العالم المتقدم لا تكاد تذكر نسبة الرسوب مقابل عدد الجلسات التي يسمونها «جلسة استماع»، عندنا الوضع مختلف ليس فقط في ان نسبة الرسوب يجب ان تكون 100%، بل بمجرد ان يعلن عن موعد الاختبار - جلسة الاستجواب - تظهر النتيجة، الرسوب قبل الاختبار والمطالبة بالاستقالة قبل الاستماع، واذا كانت نتيجة الاختبار لمصلحة المستجوَب بدرجة 80% كما في حالة وزيرة التربية بردودها المقنعة، فإن إعلان النجاح يعتبر خرقا لتلك القاعدة الظلامية، فالمسألة لم تكن أبدا التعليم ولا التربية، انها الكرامة الشخصية لفلان وفلان، كيف يقابل ناخبيه هذا وذاك «أفا، امرأة تغلبت عليكم» وسيكرر نفس الاسلوب لو كان بدر الحميضي - مثلا - الذي دخل الاستجواب وافاد النواب والناس جميعا ببيانات شافية ومقنعة، فإن النتيجة ستكون الإصرار على تطبيق الظلم، ولا أحد ينجح في الكويت!
لقد غلبت في مناقشات الاستجواب المسائل الإجرائية على مناقشة تطوير التعليم، بل لم يلتفت أحد إلى معلومة (الوزارة لديها 39 مشروعا لتطوير التعليم في الكويت ستنفذ 28 مشروعا منها هذا العام 2008) هذا الموضوع ليس مهما، بقدر أهمية رئاسة لجنة فرعية صغيرة من قبل موظف بدرجة مراقب و«ليش مو الوكيل»؟! وأمور أخرى مماثلة لا نقول انها غير مهمة، غير انها تكشف تأثر بعض النواب بقضايا فردية اكثر من القضية التعليمية التي تهم جميع المواطنين.
لقد كانت ردود فعل المواطنين على جلسة أمس الاول بمنزلة الإجماع على كفاءة السيدة الفاضلة وزيرة التربية التي انعكست خبرتها الطويلة على إجاباتها ومتابعتها لتفاصيل التفاصيل، وهو ما لا يتحقق في مفهوم «وزير سياسي» لا صلة له بهذا المرفق ومع ذلك سنطالبه بتطوير التعليم، بعد إزاحة من يملك هذا القدر الهائل من الإحاطة بوسائل تطوير التعليم، وقد يكون لديه تصور واضح ورسم خطة زمنية وحدد نقاط الضعف.. إلخ، كما تفعل الآن وزيرة التربية التي لو تركت منصبها وتفرغت لأنشطتها الخاصة كما حدث مع غيرها فسنكون نحن الخاسر الأكبر وليست هي، كما يجري الآن في مرافق خدمية ووزارات كثيرة تواجه «دقرة» بعد ان شهدت انتفاضة تطوير، صدمها استجواب من الطراز المدمر للتنمية، فتوقفت حركة التطوير، وتحول العمل الى «تسيير العاجل من الأمور»، هل هذا ما نريده لوزيرة التربية؟
إنها مسؤولية كل مواطن في إبلاغ رأيه إلى النائب عن منطقته، فنحن نتحدث عن أبنائنا وأحفادنا، والساكت عليه أن يتحمل العواقب.
فائدة
العزاء الحار للزميل العزيز سامي عبداللطيف النصف، وأسرته الكريمة بالفقيدة الغالية والدته، أسأل لها الرحمة والغفران من الله العزيز الكريم.