فيصل الزامل
ما حجة بعض التجار في رفع أسعار السلع بعد أن تلقت الكويت التهاني من خبراء الاقتصاد الدولي بخطوتها فك ارتباط الدينار بالدولار، وقللت من تأثير اضطراب السياسة النقدية الاميركية على الاقتصاد الكويتي بينما تعاني دول أخرى ربطت عملاتها بالدولار من ارتفاع معدل التضخم لديها الذي يصل الى 8.6% بينما هو في الكويت بمعدل 4.7%؟ ان واردات الكويت من مناطق اليورو والاسترليني والين أقل تضررا من تقلبات أسعار الدولار، وليس لدى المستوردين مبرر سوى الافادة من خطوة زيادة الرواتب بـ 100 دينار، والتي اعترض عليها تقرير البنك الدولي وحذر من اللجوء الى الحلول غير الاقتصادية بدلا من قوانين الاصلاح الساعية الى تقليل الاعتماد على النفط كمصدر شبه وحيد للدخل.
مجلس الامة من ناحيته طالب بالحد من تضخم أسعار السكن وذلك بمنع الشركات الاستثمارية من المضاربة بالاراضي والبيوت، وهو مطلب سليم شارك فيه مضاربون كثيرون وصل الحال ببعضهم الى افتعال مبايعات صورية لرفع السعر في مواقع يملكون فيها عددا من العقارات، ويكون الضحية هو المواطن والاقتصاد.
ان زيادات الرواتب هي «بنزين» يتم سكبه على نار أسعار السلع الغذائية التي تضاعفت خلال السنوات القليلة الماضية على ايقاع رفع كوادر الرواتب الواحد بعد الاخر، وما أخذه الموظف باليمين استقر في أيدي تلك الشركات بالشمال، وقد شملت الضربة رؤوس مواطنين ومقيمين وصل اليهم الجشع ولم تصلهم أية زيادات!
ان مواجهة هذا الجشع تتطلب تعاون ثلاثة أطراف، الحكومة والمجلس والمواطن، وذلك بالكف عن زيادات استنزفت دخل الاسرة - ظاهرها زيادة وباطنها نقص ماحق - وليتحمل المواطن دوره في الانصراف عن السلع التي يستغل أصحابها الظرف بشكل سيئ الى سلع بديلة، وما أكثرها في سوق مفتوح كسوقنا، حيث لكل سلعة أنواع وبدائل، ومع قليل من الصبر لشهور قليلة تجاه قائمة من السلع والمحلات الاستغلالية فإنها ستعود حتما الى رشدها، وكلنا يتذكر الواردات من الدنمارك وتأثرها بحملة المقاطعة، وها نحن اليوم أمام وقفة جديدة مستحقة لمواجهة الجشع واستغلال زيادة راتب 100 دينار، يسحبها الجشعون 200 دينار من يد المواطن أو المقيم حتى ولو لم يتسلمها!
في المقابل، سنشجع التجار الذين يعلنون عن تضامنهم مع المواطنين وينشرون أسعارا مستقرة منذ سنوات، بشهادة حماية المستهلك، ما يدعو المستهلكين الى الاقبال على هذه السلع، التي ستحقق ربحا وفيرا بأسعارها المعتدلة، وليتحمل الجشعون نتائج جشعهم.
فائدة
العزاء الحار للأخ عبدالرحمن بوزبر في ابنه العزيز، فهد، صاحب السيرة العطرة بين زملائه في كلية الطب، وزملائه خارجها، وليس أمام المصاب الجلل الا الصبر، أسأل الله عز وجل له الرحمة ورفقة النبيين والصديقين ولأسرته الصبر والاحتساب.
من جانب آخر، نتمنى أن يشهد مسلسل الحوادث المرورية وقفة حاسمة، فهذا الحادث قد جاء نتيجة لاستهتار أحد السائقين، وهو أمر يتكرر يوميا في شوارعنا، الاسر كلها مهددة، ولا حول ولا قوة الا بالله.