فيصل الزامل
تم تقزيم قضية فلسطين لتكون شأنا عربيا، ثم شأنا فلسطينيا ثم شأن سلطة رام الله، انه التفاف مرفوض على حق مليار وثلث المليار من المسلمين الذين يعتبرون القدس قضيتهم جميعا، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين، ويعتصرهم الالم وهم يرون شعبا - وليس جيشا أو ميليشيا - يحاصر بأكمله في قطاع غزة، ولو اتيحت الفرصة للمسلمين لقدموا لهم المساعدات مجانا بغير ثمن، وهو أقل ما يمكن بذله في وقت تتدفق فيه المساعدات المجانية على مناطق الكوارث في مشارق الارض ومغاربها، الطائرات تهبط حاملة المؤن، وبعضها تلقي المظلات حاملة أطنان المؤن بغير ثمن، الا ان المحاصرين في غزة اجتاحوا الحاجز بينهم وبين رفح للحصول على أقواتهم، بعد أن تجاهلت الدول أوضاعهم ولم تلتفت للاعتبارات الانسانية لا للمرضى ولا للمسنين منهم.
في هذه الظروف تأتي مبادرة الاخ النائب د.وليد الطبطبائي بايصال مساعدات كويتية الى غزة عبر 20 شاحنة محملة بالاقوات والمؤن نجح في ايصال 10 منها، وانتظر ثماني ساعات في رفح حيث تعذر ايصال الباقي، ولكن الرسالة وصلت، حيث قامت جمعيات كويتية بشراء المؤن من الاسواق في مصر، وكانت مشاركة النائب في ايصالها بمنزلة رسالة الى المحاصرين هناك من اخوانهم خارج الاراضي الفلسطينية ليس في الكويت وحدها، بل في ارجاء العالم الإسلامي بأن قلوبنا وأيادينا معكم في هذه المحنة التي نجحت مخططات المكر في نسج خيوطها هناك عبر افتعال أعمال أحرجت حكومة «اسماعيل هنية» وعجلت بصدام بينها وبين حركة فتح عبر مهزلة صواريخ القسام التي لم تؤذ اسرائيليا واحدا، ولكنها قتلت العشرات وجرحت المئات وحاصرت مليونا ونصف المليون في قطاع غزة، وهو ما أرادت اسرائيل تحقيقه عبر اياد غرستها في صفوف الفلسطينيين منذ سنوات طويلة.
ان دخول اسرائيل عبر الانترنت ميسور، وقد مارسه بعض المسلمين في محاورات مع اسرائيليين أسفرت عن دخول بعضهم في الدين الإسلامي، خذ قصة الحاخام يوسف كوهين الذي انتقل من اميركا الى اسرائيل وراء حلم اقامة اسرائيل الكبرى، يقول: «تراسلت مع شخص في الامارات ومن خلاله بدأت في القراءة والاطلاع، وعرفت فلسفة الحياة في المنظور الإسلامي ورسالة الانسان في هذه الحياة، ثم تعمقت أكثر حتى فتح الله بصيرتي على الديانة الإسلامية فاتخذت مع زوجتي قرارنا باعتناق هذا الدين» اقرأ التفاصيل في جريدة «الراي» عدد الجمعة الماضي، وما يهمنا هنا أننا لسنا بحاجة لعبور الحواجز الاسمنتية كي نقوم بواجبنا تجاه هذه القضية المقدسة، بعد ان تهيأت السبل، سواء استطاع كل منا خوض غمارها، أو قام بدعم من ينوب عنه، كما فعل النائب د.الطبطبائي في مسعاه الكريم، جزى الله خيرا كل من كانت له مشاركة قلّت أم كثرت، فإن جهاد الكلمة أمضى أحيانا من جهاد السلاح.
فائدة
أحكام الصلح والهدنة معروفة في الشريعة الإسلامية، ومن الواجب على حركة حماس تناول هذا الأمر عبر منتدى إسلامي عالمي، تعرض نتائجه على الشعب الفلسطيني في استبيان - وليس استفتاء - تبني على نتائجه موقفا مؤسسا شرعيا وجماهيريا بعيدا عن استدراج المخططات لها، التي تنقلها من فخ لآخر، في مسارات تحدد لها ولا تملك فيها أي اختيار.