Note: English translation is not 100% accurate
الكويتيون.. نجاحهم خارج بلدهم وليس في داخلها
الثلاثاء
2006/10/3
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
لماذا ينجح الكويتيون خارج بلدهم بينما هم في داخلها يملؤهم الاحباط والتذمر في كل اتجاه (من فوق لتحت، ومن تحت لفوق)؟!
على المستوى الاقتصادي، تجد المؤسسات والأفراد الكويتيين يتصدرون في أكثر من بلد عربي، وعلى المستوى الاعلامي تتصدر التمثيليات ومقدمو البرامج وغيرهم، شاشات أكثر من تلفزيون عربي، بما في ذلك عدد من دول المغرب العربي، ومثل ذلك يقال عن مجالات أخرى.
يقابل ذلك صورة تثير الرثاء داخل الكويت التي لا يتناسب حجم امكاناتها المالية، بل وقوة شركاتها وقدرات ابنائها في القطاع العام والخاص، لا يتناسب ذلك مع حجم الانجازات المطلوبة، مقارنا بما يحققه الكويتيون أنفسهم خارج وطنهم.
هناك اجابة «متسرعة» تقوم على توزيع اللوم يميناً وشمالاً، وهناك أخرى «متأنية» تتطلب ندوة تفيض بالنقاش الناضج.
الاجابة «الأولى» تقول:
الحكومة هي السبب، بيدها كل الامكانات والصلاحيات، فاذا قرأت توجيهات القيادة السياسية عن ضرورة مكافحة الفساد، الذي لم تزده الا تمكينا، فانك تتوقف طويلاً أمام جدية تلك التوجيهات، وإذا تتبعت اللوم الموجه الى مجلس الأمة وامساكه بزمام الادارة اليومية ـ تقريبا ـ للعمل الحكومي، فانك أيضا ستتوقف طويلاً أمام جدية شريحة كبيرة من النواب تتحدث عن مكافحة الفساد، بينما هي تستفيد منه (العلاج في الخارج كان 30 حالة في العام بميزانية 300 ألف دينار، تحولت إلى 5000 حالة بحجم انفاق بلغ 100 مليون في عام واحد، بعد ان نجح المجلس في اقصاء وزير اتهمه أحدهم بشأن سيارة اسعاف سرقها مسعف، ولم تستحق 100 مليون وقفة استفسار، فهي موزعة: 200
مريض للنائب الفلاني، 400 مريض للنائب الفلاني، للعلاج في الخارج)!
وإذا سألت النواب عن تراجع الخدمات الصحية قال لك بعضهم: ماذا تفعل، كاسرين عيننا!
اذن، الاجابة المتعجلة ستدخلنا في نفق «التلاوم» وندور حول أنفسنا كما نفعل كل صباح ـ في الصحافة ـ وفي المساء ـ في الديوانيات ـ وكأنك يا بوزيد ما غزيت.
يقول الشاعر: ولم أر من عـيوب الـناس عـيبا كنـقص القـادرين علـى التـمام نعم، نحن بحاجة الى ندوة ناضجة، ملؤها الصدق، تفيض بالصراحة، وتذهب في كل اتجاه:
امهات الاسباب، والآليات، في نفس الوقت، لتحديد الخلل. ندوة تتناول الاصلاح السياسي المطلوب في السلطتين، والاصلاح الاقتصادي الذي يستند الى المعرفة والاختصاص بعيداً عن الهوى و«الاستحواذية»! بصراحة كاملة، هناك قلق في أوساط فئة العطاء والابداع، لهذا هم يهاجرون بابداعاتهم، فالبلد يسير على سياسة «الباب المكسور لا يصلح، بل يجب هدم البيت»، تجد ذلك في اسلوب التعامل مع نظام bot الذي ـ كما أشار الزميل العزيز سامي النصف ـ هو من أفضل سبل اعمار بلد ترتفع اثمان الاراضي فيه بشكل اسطوري، ما يعني ايقاف البناء، والحل هو بهذا النظام الذي تسترجع فيه الدولة الأرض بالمنشآت، والأهم من «تسترجع» انها تعمر، وتنشر المرافق. ديوان المحاسبة اداة رقابة ممتازة، ويجب ان يمارس دوره، ولكن الملاحظ هو انشغاله برصد العاملين المجتهدين، وأما الفساد الحقيقي الذي لا ترصده المستندات فالديوان لا يصل اليه، والضحية هم «من يعمل» فقط!
نريد ندوة لا «يستحوذ» عليها تكتل سياسي، بقدر ما تفيض بالشفافية، والاخلاص، والا فالمزيد من هجرة المخلصين وطاقات الابداع في هذا البلد الجميل «اللي مايستاهل هالوضع».
كلمة أخيرة:
سأل سمو الأمير يحفظه الله، عندما كان رئيسا للوزراء، في سنغافورة، رئيس وزرائها عن راتب الوزير فقال: «100 ألف دولار في الشهر» النتيجة ان الناتج القومي لسنغافورة يفوق اندونيسيا ذات الـ 13 ألف جزيرة، وفي الكويت لا يستطيع شخص يدير أموالها الحصول على كرسي مريح خوفاً من ديوان المحاسبة وتقاريره.
اقرأ أيضاً