فيصل الزامل
افتتاح بيت التمويل الكويتي لمشروعه الضخم في ماليزيا «برج بافيليون» وحصوله على جائزة «افضل بنك اسلامي جديد» في ماليزيا هو مناسبة للحديث عن المنجزات التي يحققها القطاع الاهلي خارج الكويت، فقد كنا نسمع في السابق عن استثمارات خارجية كويتية غير حكومية تقدر بارقام ضخمة ولكنها غير مدققة، واليوم نحن امام استثمارات كويتية خارجية غير حكومية تدار بطريقة مؤسسية وتتسم بالشفافية، بل تلمس آثارها حكومات عربية وصديقة بما ينعكس على توثيق علاقة تلك الدول بالكويت، حيث يشارك في افتتاح مشاريع شركاتنا الوطنية هناك رؤساء دول كما في ماليزيا ونيجيريا ودول عربية اصبحت تتعامل مع الشركات الكويتية بثقة كبيرة، وتحرص على استقطابها بمختلف انواع الحوافز.
في البحرين افتتح سمو رئيس الوزراء المرحلة الثانية من مشروع الدرة الذي يستثمره وينفذه بيت التمويل الكويتي - البحرين، وجاء في كلمة سموه اثناء ذلك الحفل: «عندنا في البحرين بنوك اجنبية بعضها يتواجد منذ مائة عام، ومع ذلك لم نشهد مشاريع من تنفيذ او حتى تمويل تلك البنوك، وما اشاهده اليوم يدعو الى الاعتزاز لأنه يدار بكفاءات بحرينية واخرى خليجية تتعاون لاعمار هذا الوطن».
نعم الاستثماري الكويتي - وبيت التمويل الكويتي بشكل خاص - يخوض تجارب استثمارية تتجه الى توطين الاموال بدلا من استثمارها في الاسواق العالمية التي لا ينعكس تأثيرها الانمائي على البلاد المصدرة لتلك الاموال، اضافة الى اتاحته الفرصة للالوف من ابناء الخليج، وفي الكويت، لبناء خبرات رائعة وصلت بأحد هؤلاء الى الحد الذي اعتبره رئيس وزراء احدى الدول العربية مستشارا له في مجال اقتصادي وفني، وطلب ادراج اسمه في وفد رسمي برئاسته متجه الى اليابان، فاعتذر الموظف الكويتي بلباقة دفعا للحرج وسوء الفهم في الكويت.
ان الدخل المالي للكويت يأتي من 4 مصادر، الاول هو مبيعات النفط ومشتقاته، الثاني استثمارات الهيئة العامة للاستثمار، الثالث هو استثمارات مؤسسة البترول عبر مؤسساتها التابعة محليا وخارجيا، الرابع استثمارات الشركات الكويتية داخل وخارج الكويت، وهي بنجاحها ترفع العبء عن كاهل الدولة في ادارة مدخرات المواطنين بحصافة وامانة وتضيف الى رصيد الدولة المادي والمعنوي الشيء الكثير.
لقد مارست هذه الشركات والمصارف دورا مهما في وضع الرعاية السكنية، التي تم توفيرها وفق نظام آمن يرتب للمواطن السداد بشكل مدروس ائتمانيا، بل حتى في مجال تمويل المستهلك، ما جعل المؤسسات المالية العالمية تقبل على اصدار الصكوك لهذه المؤسسات ثقة منها بحسن ادارتها للائتمان، واذا قارنت ذلك بما حدث لمصارف عريقة بريطانية وفرنسية، فإنك تتفهم مقولة رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الاميركي انطوني كوردسمان: «الكويتيون يستطيعون ادارة ميريل لنش افضل من الاميركيين»، انها شهادة كبيرة يجب ان يتم الحفاظ عليها وتعزيزها بجد واجتهاد.
كلمة أخيرة:
الخبر الذي نشر حول جهود مبذولة لمعالجة الخلاف بين اسرة الحاج عبدالله العوضي يعكس شعورا بالمسؤولية عند جميع القائمين عليه وسائر الاطراف فيه، واذا تحقق لها النجاح فإنها ستقدم نموذجا جيدا لبيئة رجال الاعمال في هذا الوطن.