فيصل الزامل
تساءل سعد الحريري بمناسبة ذكرى اغتيال والده «هم يتهموننا بأننا مدعومون من اسرائيل، وفي نفس الوقت يتهمون اسرائيل بتدبير اغتيال رفيق الحريري وجميع الذين تم اغتيالهم بعده من قوى 14 آذار، كيف نجمع بين الأمرين؟ نريد أحدا يفك لنا هذا اللغز، اسرائيل تدعمنا باغتيالنا؟!». هذه مناسبة للحديث عن المنطق التائه في لبنان، فقد استطاع رفيق الحريري أن يعيد بناء لبنان بعد حرب أهلية طاحنة، وامتدت أعماله الخيرية «كشخص» الى سائر شرائح اللبنانيين...الخ، في المقابل كانت آخر مهام عماد مغنية هي مسؤوليته عن مهام قتل كثيرة طالت الأبرياء في حوادث خطف طائرات شاهده فيها ركاب وطاقم لايزالون أحياء، وتحدثوا معه، فهذه ليست اتهامات ملفقة ضده، قال أحد هؤلاء وهو مضيف مصري، التقاه في طائرة الجابرية «كان يحدثني والمسدس موجه الى وجهي، طلبت منه ابعاده عن وجهي، فأفرغ المسدس من الرصاص وأعاد تذخيره بواحدة وهو يقول له «اذا كان مكتوب انك تموت فهذا يومك، والا فستعيش» فأطلق المسدس ثلاث مرات وهو يبتسم قائلا: شفت كيف، مكتوب انك تعيش !».
هذه أفعاله ويعتبرونه بطلا، تذكرت بهذه المناسبة الفتاة العراقية، التي تعيش مع اسرتها في لندن، في عام 2002 حينما سيّر بعض العرب مظاهرات تأييد لصدام حسين فأجابت من دعاها «أنت عراقية لابد أن تشاركي معنا» قائلة «أتمنى أن أفعل لبلدي، ولكن كيف أدافع عن صدام وقد قتل 17 شخصا من أفراد أسرتي؟!».
واليوم يتجاهل البعض أن عماد مغنية استهدف الأمير الراحل جابر الأحمد بحادثة الموكب وقتل شابين كويتيين وألقى بجسديهما من الطائرة، ويداه ملطختان بدماء كثيرة ستكشفها تحقيقات المحكمة الدولية التي ربما كان اقتراب موعدها أحد أسباب التخلص منه وإلصاق التهمة كالعادة بإسرائيل التي قالت «نتمنى لو أننا كنا وراء هذه العملية ونشكر كثيرا من قام بها»، وقد أدى ارسال حزب الله وفدا الى دمشق للبحث عن الجهة التي وقفت وراء الاغتيال الى اطلاق تساؤل كبير عن استعجال الحزب في اتهام اسرائيل ثم التحقيق (...) علما بأن اغتيال مغنية تم في أكثر المناطق تحصينا في دمشق بعد خروجه من شقة حزبية، وهنا نتذكر مقابلة بثتها احدى الفضائيات مع أحد أعضاء حزب البعث السوري عن خلاف حزبي، يقول «خرجت الى القاعة الثانية، ولم ينتبه ميشيل عفلق الى عودتي وهو يقف في الممر يتحدث مع شخص آخر قائلا «نخلص منهم خلال يومين مثل ما عملنا مع اللي قبلهم» فوضعت يدي على كتفه قائلا: استاذ، انت كمان بتتآمر؟!».
كلمة أخيرة:
سبق أن نبهنا الى اختراق الصفوف الإسلامية في فلسطين، وهــاهم يستـــبقون كشف حماس للاختراق باتهام حماس بالخيانة، لتعاملها مع السلطة الفلسطينية، ومصطلح «الخيانة» ليس من الأدبيات الإسلامية، واضح أنه «فات» مرة أخرى معد السيناريو في مسلسل «أسامة روكفلر بن لادن» وصواريخ القسام...إلخ.