فيصل الزامل
أين ذهبت المطالبة بنظام الدوائر الـ 5 اذا كان طالبوها قبل عامين هم رافضوها اليوم؟ الى متى يستمر احتكار الحقيقة ويعتبر الرأي الآخر خيانة، ولكن يحق للمحتكر اليوم نقض رأيه الذي ثبت خطأه بغير اعتذار للجماهير التي تم حشدها في الساحات؟ وها هم يستديرون نحو هدف تجريبي جديد يبشرون فيه بأنه سينبذ جميع السلبيات عبر جرة قلم، (وفي الدائرة الواحدة لن تكون هناك فرعيات ولا طائفية وسيتراجع شراء الأصوات .. و.. الخ) ويتجاهلون ان الذين وضعوا الدستور قد اخذوا بتعدد الدوائر الى 10 عن حكمة وانها الأقل ضررا حتى ان لم تكن الأمثل، وقد كان هذا هو المطلب الذي طرح ابان نقاش الدوائر قبل عامين، ولكن الصوت الأعلى هو الذي حسم، وهو الذي يتملص اليوم من المنزلق الذي دفعنا اليه، وربما لن يتردد في تلبيس وزره على غيره.
إن الدائرة الواحدة ستكرس ما يشتكي منه هذا البعض اليوم، الفرز الفئوي بكل مسمياته شراء الأصوات، الفرعي.. الخ، وليس امامكم الا الأخذ بنظام الـ 10، وبالطبع لن يقبل هؤلاء بكسر «عز قريش» ولهذا سنسير في طريق التخبط من حل الى حل، وأزمة تلد أزمة، حتى تتوقف الدولة تماما، ولا يعي هؤلاء ان الظروف الاقليمية قد تبدلت تماما، فالعراق اليوم دويلات وقد تجاوز عدد النازحين الى الكويت حاليا المائة الف، وهم في سورية مليونان ونصف المليون وفي الاردن مليون، يقابل ذلك انتقال 3 ملايين من ايران للعيش في البصرة، حرس الحدود بين الكويت والعراق - الصفوان - لا يتكلمون العربية مع المراجعين، ومع ذلك لا تجد هذه المتغيرات اي انتباه من «نخب سياسية» يفترض فيها تقدير عواقب الامور، ومن يتابع شتائم القنوات الفضائية الكويتية يتملكه الذهول، فليس اسرع للانتشار من ذبح روح المواطنة، والطعن في بعضنا البعض، بعضهم أثرياء يتحدثون بلغة الفقراء، وآخرون تملكوا هم أو اقاربهم أفضل المناصب ومع ذلك يصيح هؤلاء من حرمانهم وأقاربهم من المواقع الوظيفية في حفلة زار غريبة، وقد استمعت مؤخرا الى احدهم وقد قرر التوقف عن ممارسة حفلة الزار والانسحاب، يقول «تعبت، مطالب الذين يلاحقونني لا حدود لها».
مرة أخرى، حرام ان تتحول الكويت الى مختبر فئران، تراخيص الصحف، عدد الدوائر، نشر الأحزاب ومن بعدها الميليشيات، ففي منطقتنا العربية لا يلبث ضعف الدولة ان يضطر كل حزب معه الى انشاء قواته الخاصة.
هل هذه هي الكويت التي نرى؟
كتب سمير عطا الله قبل 4 أيام «لو علم الطلبة الذين قاموا بالتظاهر سنة 1975 في بيروت في بداية الصدامات الطائفية ان تحت أقدامهم سلكا فيه شعلة تتجه نحو مخزن بارود سينسف لبنان ويدخله في حرب لمدة 15 عاما، هل كانوا سيستمرون في تلك التظاهرات؟ أترك الإجابة في الكويت لمن يريد ان يعتبر.
كلمة أخيرة:
تحية الى وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد الذي بالفعل كان صمام امان في الأسابيع المتوترة الماضية، وفقك الله، الكويت أمانة في رقابكم ايها المسؤولون.