فيصل الزامل
ترى، لماذا صفقت السيدات الناخبات عند إحدى اللجان الانتخابية في إحدى المدارس عند دخول وزير الداخلية مقر اللجنة؟ هذه عينة من الشعب الكويتي الذي ينشد الاستقرار ويجد في تطبيق القانون مظلة أمن للفرد وللدولة، وقد تمثل ذلك في خطوات استجاب لها المواطن الذي يعتبرها مثل إجراءات السلامة التي تتخذ قبيل إقلاع الطائرة، لا أحد يتأفف منها رغم الإزعاج كونها تعني سلامة جميع الركاب، لهذا التزم الناس بمنع استخدام الهاتف أثناء القيادة، وأزالوا التعديات على أملاك الدولة بأنفسهم في معظم الحالات، وحتى مواجهة الفرعيات رغم تباين الآراء بشأنها الا أنه القانون، ومن يرغب في تعديله فالطريق إليه من هناك «قاعة عبدالله السالم» وليس إيقاف مسيرة الحزم التي تنعكس على احترام الغريب قبل القريب لهذه الدولة ومؤسساتها.
لقد رأيت شخصا قبل سنوات يوقف سيارته في وسط شارع ضيق في السوق قرب أحد البنوك وينزل إلى آلة السحب الآلي غير مكترث بتعطل حركة السير تماما في واحدة من أغرب صور الاستهتار معتمدا على ارتدائه الزي العسكري، كنت أسير قريبا منه فلم أتمالك نفسي من مناداته بصوت عال «شوف السيارات، انت صاحي؟» فترك آلة السحب ورجع إلى سيارته، وأفسح الطريق للناس ليمروا!
لقد استأنف بعض النواب طريقتهم السابقة التي تسببت في حل المجلس السابق ما يشير الى رغبة البعض منهم في حل طويل الأمد يختم به حياته السياسية التي تعذر اختتامها على النحو الذي يشتهيه والبديل عنده هو «اذا مت ظمآنا فلا نزل القطر» والحمد لله أن في الكويت مواطنين ومواطنات مثل تلكم السيدات، ولن يقبلوا بتسليم مستقبل أبنائهم وأحفادهم لهذه النوعية التي تريد لنا أن ننقسم كما حدث في يناير 2006 وأن نلتقي في مؤتمر يعقد في الدوحة للوصول إلى صيغة توافقية بين الموالاة والمعارضة، على الطريقة اللبنانية!
لقد وضعت الظروف الأخ وزير الداخلية في موقع «الرمز» للاستقرار، ومثلما صوت الناخبون لاختيار ممثليهم فإنهم اليوم أمام استحقاق آخر في التعبير عن رأيهم في أداء وزير داخليتهم ليس لأننا «مستذبحين» على إعادة تعيينه، فقد مر على كراسي الوزارات العشرات من مختلف الكفاءات، ولكن لأن الرجل أصبح رمزا، فإما أن نرى دولة بكامل مكوناتها وفي مختلف المرافق، أو أن يكون موعدنا في «مؤتمر الدوحة» بعد بضع سنين.
كلمة أخيرة:
الأخوة النواب السابقون الذين لم يشاركوا في الانتخابات طواعية من أصحاب الإسهامات المشهودة هم ثروة وطنية لا ينبغي لها أن تهدر، ما يدعو الى دعوتهم لمواصلة العمل من موقف «كتلة الظل» لتقييم أداء المجلس ودعم انجازاته اذا أحسن والوقوف في مواجهة الشطط، نحن في الصحافة لا نملك مثل خبراتكم، ولسنا أولى منكم بهذه المهمة.