فيصل الزامل
منصب الوزير أو النائب يتطلب اعدادا وتجهيزا من قبل الدولة يتجاوزان تزويدهما بالهاتف والسيارة والسائق والبشت، فعندما تم اخطار القائد العسكري الاميركي شوارتزكوف بترقيته ليقود الجيش الخامس في منطقة الشرق الاوسط اتجه الى معهد الدراسات الاستراتيجية واخذ دورة مكثفة عن كل شيء يتعلق بساحة العمليات التي سيقضي فيها خلاصة عمره المهني.
لماذا يصل الوزير او النائب الى الخبرة في مجال عمله ومسؤولياته - التي في الغالب تكون جديدة عليه - من خلال التجربة والخطأ؟ واذا حاول ان يطبق اسلوب «انا فاهم، انا فاهم كل شيء» وأخذ في توجيه الموظفين واصحاب الخبرات الطويلة من واقع معلوماته العامة، فانه سيصيب هؤلاء بإحباط شديد خاصة في ظل نظامنا الحالي في اختيار المسؤولين لارضاء المجموعات او اختيار المرشحين وفق معايير عامة هي اقرب الى تمثيل اتجاهات الناخبين منها الى الخبرة المهنية، لهذا يقفز موظف في الدرجة السابعة في نفس الوزارة ليصبح وزيرا يوجه رؤساءه ويفهمهم الخطأ من الصواب، لمجرد انه فاز في الانتخابات، وهو فوز يؤهله لتمثيل الناخبين وليس لتوجيه الجهاز الفني في الوزارة، ما لم يتم توفير برنامج مكثف لهذا المسؤول «الجديد» حتى يحسن القيام بواجباته.
في بلد مثل سنغافورة حيث تكون العوائد المالية لمثل هذه المناصب خيالية فإن الوزير مستعد لان يدرس صباح مساء، لمدة شهرين او ثلاثة قبل ان يبدأ في توجيه الآخرين، وعندنا يبدو ان الوظيفة القيادية «الطاردة» لا تغري بالقيام بمثل هذا المجهود ولا بجزء منه.
في جميع الاحوال، الامانة العامة في كل من مجلس الوزراء ومجلس الامة مطالبة بتوفير الفرصة لمن يرغب من المسؤولين في الدخول في برنامج متقدم يشارك فيه قياديون في الوزارة التي سيلتحق بها الوزير الجديد، او النائب، ومع مرور الوقت تتطور علاقة هذا المسؤول بمصادر المعلومات فيحترمها ويوظفها بطريقة جيدة، بدلا من استخدام «النكشة» الصحافية لنسف دراسات فنية صرفت عليها الدولة الملايين، وقديما قيل «الانسان عدو ما يجهل».
كلمة أخيرة:
الخبرات الدولية في هذا المجال كثيرة، والمطلوب وضع مخصصات مالية لهذا المشروع للاطلاع على افضل البرامج، مع تخصيص بدل حضور مجز لجميع المشاركين فيه