Note: English translation is not 100% accurate
الرواية التاريخية تتأثر بالصياغة وإن كانت صحيحة
الأربعاء
2006/10/25
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
منطقتنا تغوص في التاريخ اكثر من أي جزء آخر في العالم، للمسلمين واليهود والمسيحيين فيها تاريخ، وهو يمتد لالاف السنين، وتناوبت على كتابته الايادي والدول، فاذا انتصر الاكاسرة على الروم كانت صياغة، وبالعكس اذا انتصر الروم، الشيء نفسه يوم ان سيطر البيت الأموي، ثم العباسي من بعده، كانت الشتائم بحق الطرف الآخر هي وسيلة التقرب الى السلطان من قبل كثيرين.
هذا الامـر مفهوم، ولكن غير المفهوم ان يستمر نفــوذ هـــذه الدول على رعايــا هــذا الزمان، فيصفع الناس بعضهم بعد قراءة روايات لم تسلم من «الصياغة» و«التنميق».
قرأت في بداية عهدي بالقراءة كتاباً، فامتلأت غيظا، واحتقن دمي غضباً، ولا انسى انني ضربت الكتاب بقبضتي من الغيظ. ليس معنى ذلك ان هذه الحوادث لم تقع، ولكن الصياغة تشبه ما يفعله البعض في صحافة اليوم، لابد من اضافة وتنميق حتى يكون العرض جذاباً، ومثل ذلك يفعله الرواة في مجالس الرواية.
لقد تغير تأثير تلك الزيادة وهذا التنميق، ولم يعد يكفي ان تصفع كتاباً، بعد ان تحول الى تفخيخ سيارة وانتحار مع ازهاق عشرات الارواح، وهو امر لم يدر بخلد أحد حتى من «نمق» تلك الروايات، الذي لم يحسب حساب سخونة الدماء الشرقية، وعصبيتها!
ان المنهج العلمي يقتضي الا نعتبر ـ كمثال ـ عموم بني أمية، حكاماً وغير حكام، انهم فوق الشبهات، ومثل ذلك في دولة العباسيين فهم بشر فيهم المحسن والمسيء، بل وحتى أصحاب رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) ممن اتفق علماؤنا على ألا نخوض فيما شجر بينهم، اكراماً لتلك الصحبة، وليس لأن في الامر عصمة.
يقول عز وجل (تلك امة قد خلت لهــا ما كســبت وعليها ما اكتسبت ولا تسألون عما كانوا يعملون) وهذه الاية وان كانت عن يعقوب گ وابنائـــه، الا انها قاعدة معتبرة (ولا تزر وازرة وزر اخرى) هذا فيما شجر بينهم من تفاوت في الاجتهاد، فكلهم ـ الصحابة ـ كان يظن ان الحق معه، ولم يصدر عن ارادة الاثم، فكنت ترى الامام علي ( رضى الله عنه ) يكب على جسد طلحة ( رضى الله عنه ) بعد معركة الجمل، ويقول حزينا «عزيز عليّ ان اراك يا ابا محمد مجندلاً ها هنا» وكان مع الجيش الآخر.
ان الطعن فيمن حمل الينا الرسالة هو طعن في الرسالة، والتي هي محفوظة بحفظ الله (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) ولن يعدم كل طرف ان يتتبع نقص الطرف الآخر، ولو اشتغلنا بما أحسن واجاد فيه كل طرف، لازداد الشيء الحسن، وادخرنا قوتنا للعدو الرابض في ظهرانينا.
كلمة أخيرة
كان عمر بن عبدالعزيز يستمع الى قارئ للقرآن، ويتفكر فيما يسمع من الآيات الجليلات، فأخطأ القارئ في احداها ـ يسمون ذلك اللحن ـ فقال احد الجالسين واسمه مسلمة للقارئ: «لحنت» فقال له عـــمر: «ما شغلك يا مسلمة، ما تسمع عن لحنه؟»، اي: غفلت عن معان عظيمة حتى اخطأ، فانتبهت!
اقرأ أيضاً