فيصل الزامل
قرأت ما نشر بالأمس «وزير الأوقاف يحيل ملف تجاوزات الأمانة العامة للأوقاف الى القانونية الوزارية» للنظر في فتح حساب بنكي وقفي للتأكد من سلامة الاجراءات الخاصة بفتح الحساب، وأضاف الخبر الذي نشرته الزميلة «الراي»: وأبدت المصادر استغرابها من اجتزاء هذا الموضوع قائلة «يبدو أن الأمر حدث هكذا نتيجة للضغوط التي تعرض لها الحريتي» انتهى، وعند متابعة التفاصيل يتضح أن «الكويت مسكينة» لكثرة التشويش الذي يتعرض له المسؤولون فيها، فالإجراءات سليمة تماما، والمستندات واضحة كالشمس في رائعة النهار حيث يشترك الأمين العام في الاشراف على حساب الوقف محل النظر بصفته القانونية، وأن الأمانة هي ناظر مشترك بموجب حكم قضائي ولا بد من تمثيلها في اجراءات فتح الحساب بالممثل القانوني، في حين تم تداول اسم د.محمد الشريف على أنه فتح الحساب باسمه الشخصي بالمخالفة للإجراءات، «يقول النص: د.محمد عبد الغفار الشريف بصفته الممثل القانوني للأمانة أو من يفوضه بذلك» وهو أمر واضح لدى طرفي الحساب وقد قام ممثلو «الواقف» بإيضاحه للوزير وجها لوجه.
نعم، الكويت مسكينة، فقد استمعت الى مسؤول في موقع آخر يقول «رفضت الذهاب في مهمة رسمية لصالح المؤسسة التي أعمل فيها تنفيذا لقرارات تطوير العمل، يا أخي البلد مليء بالاشاعات ولا أحد سيستمع الى توضيحاتك اذا قرر البعض التشهير بك، إنهم لا يفهمون أثر تلك الإشاعات في ترويع أبنائنا وبناتنا»، شيء مؤلم أن يطول الترويع الشرفاء وذلك لأغراض ضيقة جدا يسمونها كذبا «العمل السياسي» بينما هي أمراض النفوس وإفرازاتها التي يجد معها المسؤول الشريف أن الوسيلة الوحيدة للدفاع عن النفس هي استدعاء العصبية والفزعة واستخدام القوة الانتخابية بكل ما لدى عصبته من قوة للانتقام ممن يكيد له ظلما وعدوانا، وأما الدولة التي فرضت عليه البقاء في موقعه الوظيفي إيمانا بكفاءته ورفضت استقالته، فصدقها واستمر في العمل.
ترى، لماذا تترك الدولة من تطلب منه تحمل المسؤولية بلا حماية؟ ما يضطر كل أحد الى الاستقواء بالطائفة والقبيلة والجماعات؟ لماذا لا تتحمل الدولة مسؤولياتها وتكون حاضرة؟ فليس للغياب مدلول آخر سوى حضور الفوضى، وهيمنة نظريات «خذ حقك بإيدك» و«وين ما تحوش طق» و«اذا لم تكن ذئبا على الأرض أغبر بالت عليك الثعالب».. هل هذا ما تريده الدولة لمواطنيها؟
بصراحة أكثر د.الشريف له نظرة علمية خاصة لا تتفق مع رأي البعض ونحن في الكويت نستمع الى المحامي حينما يعلق على رأي لأحد زملائه المحامين فإنه يقول «لا أملك إلا احترام زميلي الأستاذ فلان وهو صاحب علم وخبرة، وكل ما يمكن قوله هو..» ويمضي في ذكر رأي مغاير لرأي ذلك الزميل، مثل ذلك يفعله الطبيب الراقي الذي لم يتفق مع تشخيص طبيب آخر قائلا: «لا أقول شيئا عن زميلي ولكن أقترح أن تعرضوا الأشعة على اختصاصي كذا».. الخ هذا الأدب بين أصحاب الاختصاص الواحد لا نجده لدى بعض العاملين في الحقل الإسلامي عند تباين الرأي، مع الأسف الشديد.
كلمة أخيرة:
يقول الأخ أحمد السرحان: «ذهبت الى الشيخ عبدالعزيز بن باز أثناء موسم الحج قبل سنوات، وسألته عن موضوع، فقال: أنتم الكويتيين تأتون في حملات الحج ويكون فيها بعض طلبة العلم، هل معك في الحملة منهم أحد؟»، قلت: نعم، وهو د.محمد عبدالغفار الشريف، فقال الشيخ يرحمه الله: «أعرفه، لا تحتاج أن تسألني، اذهب إليه».