فيصل الزامل
نظرت الى التفاح الصيني وهو يملأ أرفف الجمعيات التعاونية عندنا، وبالتأكيد في بلاد أخرى، وتساءلت: أن تمتلئ الأسواق بأجهزة الكترونية وملبوسات وأثاث صناعة صينية تحملها بواخر عملاقة الى القارات الخمس شيء مفهوم، ولكن تصدير الغذاء موضوع مختلف، فأنت تتحدث عن بلد فيه ملياران من البشر والعالم يمر بأزمة غذاء طاحنة، فما الذي جعل الصين تحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء رغم أنها تضم ثلث سكان العالم؟
لقد كشفت الأزمة الاقتصادية العالمية ان التطبيق الأميركي السيئ للرأسمالية هو سبب الانهيار، بدليل انتقال القيادة الاقتصادية تدريجيا الى اوروبا، واذا انتقلنا من الاقتصاد الى السياسة فإن تصدير النموذج الأميركي الى العراق وغيرها بدعوى أنه يحقق لهذه الدول الديموقراطية هو فشل آخر، يقابله نجاح مدو في الصين لا يمكن أن يمر بغير رصد وتقييم من جانب دول كثيرة تتطلع الى بلوغ التقدم العلمي والتقني وتحقيق الرفاه لشعوبها في عالم تكتنفه أمواج عالية من البؤس والشقاء، ولا ترغب أي دولة أن تضربها موجة عاتية تعيدها الى الوراء بضعة عقود من الزمن، كما يحدث الآن في العراق.
وفي الكويت الديموقراطية «الهجينة» التي صدرتها أميركا دون أن تتابع تطبيقاتنا العجيبة تقول «المجلس سيد قراراته»، فما كان خطأ بالأمس يمكن أن يكون صوابا اليوم بحسب ما يراه الشخص كثير الصراخ، وفي حين تعتبر «السابقة القضائية» حجة في اصدار الأحكام، فإن صاحب اختراع «سيد قرارته» ينقض انتخابات صحيحة ويؤسس لقرارات مزاجية بغير بوصلة ولا مقياس من أي نوع في صورة كئيبة للديموقراطية التي أرسلتها أميركا إلينا ولم تكترث بمتابعة هذه التطبيقات الفولكلورية، واذا كان العالم اليوم مهيأ لإعادة النظر في الصادرات الأميركية في الجانب المالي والاقتصادي، فإننا أحوج الى تلك المراجعة لـ «المنتج الديموقراطي» في ضوء ممارسات هزلية أصابت بلادنا بالشلل التام، ولا يمر يوم دون أن يتحدث تقرير دولي عن عجز الكويت السياسي مع اشارة صريحة الى مجلس الأمة - رغم قدراتها - عن السير قدما في سباق التنمية.
كلمة أخيرة:
حالت ظروف السفر دون المشاركة في جنازة العم عبدالرحمن الفارس، يرحمه الله، الذي خرجت عشرات الألوف في جنازته في صورة جميلة من صور الوفاء والتقدير لمكانته الدينية والاجتماعية، يرحمك الله يا أبا أحمد فقد عملت طويلا لهذا اليوم، والله نسأل أن تكون الآن (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) آمين.