Note: English translation is not 100% accurate
«قضاء» عادل يجب أن يتبعه «حكم» عادل!
الاثنين
2006/11/6
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
السبب الرئيسي لانقسام الرأي العام العراقي تجاه صدام حسين، وإعدامه، ليس هو شخصه البغيض، فلا أحد يرضى بأن تحكمه عائلة يتسلى أبناؤها بأعراض العذارى، كما كان يفعل عدي وقصي ويتسلى أبوهما بإزهاق الارواح أفرادا ومجموعات.
السبب الرئيسي في هذا الانقسام هو ان هناك من فرض صدام ـ بعد سقوطه ـ على شريحة من الشعب العراقي، تم فرزهم منذ اليوم الاول لسقوطه، رغم أن السنة والشيعة على السواء قد ذاقوا منه الويلات، ولكن!
أكثر من ذلك، أهان صدام الجيش العراقي بشكل مستمر، واحتقره جنودا وضباطا، لهذا لم يقاتل الجيش، وقد وصف صدام ذلك «بأن الجيش قد خانه»، ومع هذا جاء القرار الكارثة بحل الجيش وتسريح الضباط والجنود، بدلا من اعادة تنظيمه بهدوء وروية، ما جعل العسكريين السابقين ـ أو جزءا منهم ـ جنودا مرتزقة لعمليات القتل والترويع التي تديرها أطراف خارجية.
لقد علمتنا تجربة الاحتلال ان المجاميع التي كانت تمارس المقاومة ضد المحتل العراقي، تلك المجاميع لا صلة بين أكثرها، وبعضها عبارة عن ارتباطات محدودة وربما شخصية في احياء، وغير ذلك. الامر نفسه يحدث في العراق حاليا، قد تكون هناك تنظيمات رئيسية تدار من قبل منظمات، وأخرى يحدوها الانتقام العائلي.. إلخ.
إن خلط هؤلاء الفوضويين بصدام هو تعزيز له، وانجاز حققه صدام بسبب ضيق أفق أكثرية خصومه، في الداخل والخارج. إن صدام حسين يعترف بأنه مجرم وقد قال أثناء هذه المحاكمات: «يجب ألا يكون الاعدام بالشنق مثل أي مجرم عادي، أنا رجل عسكري، الاعدام للعسكريين يكون رميا بالرصاص».. نعم، هو مجرم غير عادي، باعترافه، واذا كان داهية، فقد كان الحجاج كذلك، وكل الطغاة، مثل ستالين وعشرات غيرهم.
نتمنى أن يضع العراقيون حداً لهذا الانشطار بينهم، فقد مرت عليهم عهود من التضامن، ومنها ثورة العرب السنّة ضد الانجليز عام 1922، يومئذ جاءهم المدد بـ 1500 مقاتل من اخوتهم الاكراد، فمدح شاعرهم الاكراد وقائدهم أحمد كاكة، وجاء المدد من اخوتهم الشيعة 4500 مقاتل أرسلهم الامام الهادي، فقال الشاعر: ثلثين الجنة لهادينا وثلث كاكة أحمد وإخوانه أين ذهبت هذه الروح؟! ولماذا صار العراقيون ألعوبة في يد قوى الخارج، من كل لون واتجاه؟! تارة يؤلبونهم على بعضهم، وتارة يوجهون بعضهم نحو الكويت، وتارة نحو غيرها؟!
كلمة أخيرة:
دخل بعض الخوارج ـ الحرورية ـ على عمر بن عبدالعزيز، فأشار عليه بعض جلسائه أن يبطش بهم ويجعلهم نكالا لغيرهم، فلم يزل عمر يرفق بهم، فعاهدوه على السمع والطاعة ما بقي، فلما خرجوا، قال لمن حرضه عليهم: «اذا قدرت على دواء تشفي به صاحبك دون الكي، فلا تكوينه».
اقرأ أيضاً