Note: English translation is not 100% accurate
المؤسسات الإسلامية وسر النجاح
الثلاثاء
2006/11/7
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
هذا النجاح الذي حققته المؤسسات المالية العاملة وفق الشريعة الاسلامية رافقه نجاح اكبر منه في النأى بهذه المؤسسات عن الاستقطاب السياسي، العاملون فيها ينتمون الى شتى المشارب الاجتماعية والسياسية، ولا تجد لذلك اثراً في عملهم، الخلافات التي تقرأها في الصفحة الاقتصادية وربما الاولى على مدار العام في معظم الصحف، ليس لهذه المؤسسات نصيب فيها، وحتى انتخابات غرفة التجارة ـ كمثال ـ لا تشعر بتوجيه لاصوات تلك الشركات بالرغم من حجمها المؤثر.
هذا «النأي» عن الخلافات هو نجاح يفوق في اهميته النتائج المالية، ولست اذكر هذا الا للدعوة الى الحفاظ على هذا الانجاز وعدم التفريط فيه في اي ظرف.
المعاملات المالية، بطبيعتها، لا تخلو من نزاعات ومطالبات، وليست هذه المؤسسات استثناء منها، ولكنها تأخذ طريقها بغير تشعيب اواستقطابات وامتدادات الى ساحات اخرى، إما القضاء او التسويات الودية، وفي الغالب تبقى النفوس عامرة بالود، وما هو اغلى من المال.
لقد كان من اسباب هذا النجاح عزوف الحركات الاسلامية السياسية عن اقتحام تلك المؤسسات، واكتفاؤها بوجود اشخاص مؤتمنين على اموال الناس، وهذا لا ينفي اهمية الرقابة الاعتيادية، وهي تختلف عن هيمنة اتجاهات على هذه أو تلك من الشركات، وبروز نفَس من أي لون، وهو امر اذا وقع فيه طرف فان الرأي العام يلاحظه بسهولة كما يحدث في شارع مكتظ بالسيارات التي تسير في خطوط منتظمة، فاذا تعرجت احداها في السير، لاحظها الجميع!
الأهم من ذلك كله، هو تلك النقلة لدور رؤوس الاموال في المنطقة، لتشارك بقوة في مشاريع البنية التحتية، ليس من نافذة التمويل فقط، ولكن حتى في الملكية على مستوى الافراد، كانت البنوك في الماضي تتحاشى تمويل البيت السكني، وتعتبره مخاطرة كبيرة، حيث لا يمكنها العودة على البيت كضمان للتمويل، الا ان نجاح بيت التمويل الكويتي في ترتيب السداد، والتنسيق مع بنك التسليف، حيث يكون له الرهن الاول ولبيت التمويل الرهن الثاني، ادى ذلك الى تمكين الآلاف من الاسر من الحصول على السكن بالتقسيط، بينما كان ارتفاع العقار يشكل تحدياً، تم ايقافه بالشراء اليوم والتقسيط الى عشر سنوات، وليرتفع العقار بعدها، فقد سكنت العائلة واستقرت.
اخذت بهذا النظام المصارف التقليدية، وانتقل الى دول الخليج. انها مسيرة نجاح في «التنمية» وثمرة للنجاح في استقرار «أجواء» العمل داخل تلك المؤسسات، وفيما بينها وبين الآخرين، وبالطبع لا يعني ذلك خلو اي مؤسسة من نقاط الضعف الاداري، فالحاجة الى التطوير كالحاجة الى الهواء، مهما امتلأت رئتاك منه، فلا غنى لك عن الاستمرار بالتنفس، والتطوير.
كلمة أخيرة:
كتب عمر بن عبدالعزيز الى بعض قادته: «اما بعد، فاني اوصيك بتقوى الله، فان ابتلاك الله بالغنى، فاقتصد في غناك، وتواضع لله، وقل ما قال العبد الصالح «هذا من فضل ربي، ليبلوني أأشكر أم اكفر ومن شكر فانما يشكر لنفسه، ومن كفر فان ربي غني كريم» واياك ان تفخر بغناك، او يخيل اليك ان ما رزقته كرامة لك، وتفضيل على من عداك، فهذا اول منازل الفقر، والسلام».
اقرأ أيضاً