فيصل الزامل
كنت قد علقت على قيام عدد من الإخوة الأفاضل المحامين بالتطوع للدفاع عن الإخوة النواب، متمنيا ان تشمل تلك المبادرة الكريمة أي مواطن يكون في موقع مسؤولية عامة ويتعرض للضغوط بسبب أدائه عمله بالأمانة والصدق، سواء كان نائبا أو مديرا أو وزيرا ممن تشوب مضايقتهم شائبة، وقد تلقيت الرد التالي من الاخوة المحامين، يمثلهم د.خالد الياقوت، أعرضه كما هو، مع تقدير مثل هذه المبادرات التي تؤكد حيوية المجتمع المدني في بلدي ويقظته في حماية موارده العامة المادية والبشرية.
(فلن أكون ظهيراً للمجرمين)
نعتذر أولا للتأخير في التعقيب، بسبب العطل الرسمية، على ما أفاد به الكاتب الكبير فيصل الزامل في عدد 24 نوفمبر2008 «الأنباء» معقبا على ظهور مجموعة من المحامين «للدفاع عن الاخوة النواب إزاء القضايا التي يرفعها مواطنون ضدهم على اعتبار أن النائب لا تجوز مؤاخذته فيما يبديه من آراء» استاذنا الفاضل لم تكن المبادرة بهذه الصورة ولم تتوجه النية إلى ذلك اطلاقا والصحيح هو «الدفاع عن ممثلي الأمة أمام أي تهديدات أو تعديات تطول أشخاصهم أو اعرضهم أو أملاكهم أو أصولهم أو انتماءاتهم».
لا يخفى عليكم، استاذي الفاضل، ظهور بعض الأشخاص وهم قلة «ولله الحمد» في مجتمعنا يسعون إلى استخدام كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في سبيل ضرب مقومات الحرية والديموقراطية من خلال بث الشائعات والأخبار المليئة بالإساءة لكل من يعمل بإخلاص سواء كان نائبا أو وزيرا أو موظفا عاما بسيطا، فإذا تضاربت المصالح فالويل والثبور، والضرب يكون بكل أنواع الأسلحة، ولقد حركت هجمة الرسائل القصيرة «البذيئة» على إخوة أفاضل من النواب حفيظة مجموعة من المحامين فشمروا عن ساعدهم ومدوا يد العون للتصدي إحقاقا للحق ودفعا للأذى وذبا عن هذا البعض من إخواننا النواب الأفاضل.
ولقد نبهت استأذنا الفاضل إلى انه «ولو ان تحرك الاخوة الكرام المحامين قد شمل أي مواطن يتعرض للأذى لسبب سياسي – كونه يشغل موقعا قياديا ـ لتحقق التوازن في تحركهم هذا..».
ونحن نقول: نعم نحن معكم في خندق الحق والإصلاح والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ايا كان مصدره وايا كانت ضحيته إذا كان الأمر «شأنا عاما ومصلحة عامة» فالمبدأ واحد ثابت راسخ بإذن الله فانتم ونحن نسعى إلى ترسيخ مبادئ الحق والعدل.
إن مما لفت انتباهي أستاذي الفاضل أن المبادئ التي تنطلق منها هي ذات الأفكار التي كنتم تدعون إليها منذ التقيناكم منتصف الثمانينيات من القرن السابق وانتم، ما شاء الله، على مبادئكم وأفكاركم ثابتون راسخون، تكلمنا ابا قتيبة، في ديسمبر 2008 بنفس الحماس والهموم والحسرة والافكار التي كلمتنا بها في 1984 مما يدل على ثباتك على مبادئ راسخة هي دعم كل ما هو صالح ونبذ كل ما هو فاسد أيا كان مصدره أو صاحبه، وأن الحق ظاهر شجاع قوي، وكنت تقول «إن لصاحب الحق مقالة، وإن الحق أبلج، والباطل لجلج».
آخر الكلام:
يقول الله سبحانه وتعالى على لسان موسى ( عليه السلام ) (قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيراً للمجرمين) قال قتادة: (فلن أكون ظهيراً للمجرمين) أي لن أُعِين ظالما على فجره.
بارك الله فيكم وفي مساعيكم وجعلكم دوما ثابتين على مبادئكم
المحامي/ د.خالد الياقوت