Note: English translation is not 100% accurate
تكريم العم أحمد البزيع
الأحد
2006/11/12
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
سافرت مع العم احمد بزيع الياسين قبل 12 سنة الى تركيا لحضور اجتماع لبيت التمويل التركي، بدأت الرحلة في منتصف الليل، عن طريق البحرين، ووصلنا في السابعة صباحاً، فاتجهنا الى البنك حيث تناولنا طعام الافطار، وبدأنا العمل حتى الساعة الثانية ظهراً، وحان وقت الذهاب الى الفندق.
قال لي بومجبل: «اليوم الاثنين، وغداً الثلاثاء، موعد الاجتماع الاسبوعي لهيئة الشرعية لبيت التمويل في الكويت، لا اريد ان يفوتني الاجتماع». قلت له مستغرباً: «ماذا؟ هل تريد ان ترجع اليوم؟» قال بلا تردد: «نعم، وقد سألت وقيل توجد طائرة تسافر الساعة السابعة مساء، ما رأيك؟ توكلنا على الله؟» قلت: «توكلنا على الله».
كان هذا دأب العم بومجبل منذ عام 1978 وحتى اليوم، 28 عاماً لم يتغيب خلالها عن اجتماعات هذه الهيئة الا لظرف قاهر، اشد من عذر السفر، رغم مشاقه! في هذه الهيئة ولدت عقود مالية مبتكرة قدمت الحلول للكثيرين، افراداً كانوا أو شركات، وصارت هذه العقود تتداول في انحاء كثيرة من العالم.
اليوم، سيتم تكريم العم احمد بزيع الياسين في «المؤتمر الفقهي الاول للمؤسسات المالية الاسلامية»، وفي شخصه يتم تكريم مسيرة كاملة كان هو حاديها، وباديها، في هذا البلد.
نعم، استطاع بومجبل ان يجمع تحت سقف واحد بين العلماء والمشتغلين في التجارة والاستثمار والعقار، من موظفين مهنيين، او متعاملين، وباستعراض السؤال، يتم بيان سبب الاعتراض الشرعي، ان وجد، ويتم ايضاً طرح البديل الذي يرتكز على علوم كانت حبيسة في الكتب سنوات طويلة، وعندما تم تسليط حرارة المعاملات واشعة ضوء الاخلاص، شقت طريقها في التربة الصالحة فكانت هذه الجنة الغناء، في المعاملات المصرفية والاستثمارية، قريبة الصلة بما ينفع الناس ويمكث في الارض، مما يسمونه اليوم «التنمية».
استجاب لهذا النداء العشرات من الشباب، فتعلموا في مدرسة «بيت التمويل الكويتي»، وبالاتصال المباشر مع بومجبل انتقلت هذه الروح الجديدة التي تجمع بين «الهوية» و«المعاصرة».
لم يكن بومجبل من خريجي الجامعات، بل على دراسته التي عرفها جيله في الكويت، في مدرسة المباركية، التي انطلق منها الى جامعة الحياة، وعمل في سن مبكرة في ميدان التجارة، وكان همه وديدنه التجارة وفق قيم الاسلام، مما نتمنى ان يحدثنا عنه اكثر اليوم وان يحفظ لنا فيه سجلا من الذكريات، فقد عمل في القطاع المصرفي والتجاري شطراً من عمره، وكان ذلك هو البداية لقيام بيت التمويل وفق ضوابط السوق، والدين، بغير تفريط في اي منها.
جزاك الله خيرا، عمي احمد، واسمح لي بمخاطبتك على نحو لا تحبه، فلست في مقام اطراء، فحسبك من الله الجزاء، ولكننا ننشد تكرار هذه السيرة العطرة.
كلمة أخيرة:
كتب احد الولاة الى عمر بن عبدالعزيز: «ان مدينتنا قد خربت، فان يرى امير المؤمنين ان يقطع لنا مالا ـ ميزانية ـ نرمها به»، فكتب اليه عمر: «اما بعد، فقد فهمت كتابك، وما ذكرته ان مدينتكم قد خربت، فاذا قرأت كتابي هذا فحصنها بالعدل، ونق طرقها من الظلم، فانه مرمتها».. اي صلاحها.
اقرأ أيضاً