Note: English translation is not 100% accurate
النظام الوراثي في العالم العربي
الاثنين
2006/11/13
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
للكويتيين نهج حميد في التعامل مع نظام الحكم، وما يعتري اسرة الحكم من تباين في الرأي، لا تخلو منه اسرة، حيث دأبوا على حصر الخلاف في اضيق دائرة، وحث المختلفين على الحسم فيما بينهم، فان تعذر ذلك كان التدخل الحكيم لجمع الشمل، وترجيح المصلحة العامة على الطموح الفردي، وهو امر تكرر عدة مرات، كان آخرها ما حدث في يناير. لاشك ان الخلاف يثير حماس البعض ـ احياناً ـ مع هذا او ذاك، وهو امر يلاحظه اهل الكويت، ولا يتقبلونه، فليست هذه مسألة انتخابات ناد رياضي، بقدر ما يتعلق الامر بكيان دولة، تعيش في منطقة غير عادية، من كل الجوانب، وهي صغيرة الحجم الى الحد الذي يتيح انقسام جبهتها الداخلية، المجال واسعاً للراغبين في الاستحواذ على ما فيها من ثروات، عبر التغلغل في خلافاتها الداخلية، ومن يستبعد حدوث ذلك، فانه ينتمي الى مدرسة ما قبل 2/8/1990، التي كانت تريد رؤية الزلزال وتشريد شعب، حتى تقتنع، حين لا تكـون لتلك القناعة قيمة من اي وزن!
لقد كانت الخلافات قبل قرن من الزمان بسبب نقص المال، واليوم قد تكون وفرة المال هي مادة الخلاف، وأداة الاستقطاب، في اجواء قد تكون سهلة الاستقطاب ـ مع الاسف ـ اذا ما لزم اهل الحكمة الصمت، واندفع غيرهم نحو القيل والقال.
ان الكويت ليست ارثاً لأحد، وانما هي دولة، فيها شعب قد ارتضى ان يكون الحاكم فيها من اسرة محددة، ولم يقل احد إن الاسرة هي التي تحكم، بل ان يكون سمو الامير وولي عهده مصدر ترشيحهما من الاسرة، ويصادق الشعب على ذلك الترشيح، فقط لا غير، وما سوى ذلك هو امر اجتهادي لا سند له في الدستور.
لقد انتشرت في الجمهوريات العربية حالة من الوراثة في الحكم والاستحواذ على مقدرات الدولة، وصار واضحاً للشعوب العربية الفارق بين الحكم الوراثي الذي يترتب عليه شعور بالمسؤولية تجاه الشعب، فازدادت كرامة الانسان، ورعايته وتعليمه من مسقط الى طنجة، في هذه الانظمة، والعكس ـ مع الاسف ـ صحيح، في الجمهوريات، فمن المعلوم ان الجزائر اغنى بالنفط والموارد من المغرب، ولكن!
انها نعمة تحتاج الى رعاية من الطرفين، الشعب والنظام، في الكويت، وغيرها، اما النظام فانه مطالب بالتطوير الايجابي في تداول السلطة، واما الشعب فانه مطالب بالنأي عن هذه الممارسة من الاستقطاب.
كلمة أخيرة:
قال عمر بن عبدالعزيز لعمرو بن مهاجر: «يا عمرو، اذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلابيبي، ثم هزني، ثم قل لي: ماذا تصنع؟».
اقرأ أيضاً