فيصل الزامل
أتمنى الشفاء والعافية للاخ النائب حسين القلاف، ولأنني سبق ان اشدت بمواقف له فلن يساء فهمي حينما اتحدث عن موضوع اليوم وذلك إثر مغادرة النائب بطائرة خاصة للعلاج، اسأل الله السلامة والعود الحميد، هذا الامر يتكرر بين الحين والآخر وما يلفت انتباهي ان العاملين في مواقع وظيفية قيادية «اخرى» يتحرجون من استخدام الطائرة الخاصة رغم حاجة العمل والسبب ان احدا لن يرحمهم اذا هم فعلوا ذلك، الاخ سعد الشويب وزملاؤه في مؤسسة البترول قاموا بـ 12 رحلة جوية داخلية خلال اسبوعين لمتابعة المفاوضات في شرق آسيا (الصين وڤيتنام) واصيب اعضاء الفريق بالارهاق حتى ان احدهم نقل بسيارة الاسعاف من باب الطائرة الى المستشفى فور وصولهم الى الكويت، وبالرغم من حصول الكويت على مميزات تاريخية في الصين لم تتمكن دولة اخرى ـ خليجية ـ من الحصول على مثلها بعدنا، اضافة الى المنفعة الاستراتيجية في ضمان مبيعات النفط الكويتي بعد تكريره في مصاف تملك بعضها بالكامل وبعضها الآخر تملك نصفه، رغم ذلك كله، فإن خطوة استخدام طائرة خاصة لو حدثت كانت ستودي بكل تلك النتائج، بل لعلي اذيع سرا عرفته اثناء ركوب سيارة المطار في جدة ونحن في الطريق الى المبنى من راكب تعرفت عليه وهو على صلة قرابة مع الوزير السابق م.محمد العليم ان الوزير سافر قبل عام للعلاج وذلك على نفقته الخاصة ـ رغم انه موظف عام يستحق ما يستحقه غيره ـ ولكن الموازين في الكويت تختلف، وقد رأيت العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار جالسا على كرسي وهو منهك في احد المطارات الاوروبية ينتظر حجزا للعودة الى الكويت عبر موسكو بسبب عدم وجود مقعد في رحلة مباشرة..الخ، رغم ان نظام الهيئة يسمح له باستئجار طائرة خاصة، وبالطبع لن ينظر احد الى انجازاته الضخمة لو انه فعل، فالكويت صارت مالكا لاحدى كبريات المؤسسات المالية في العالم بالصين ولعدد آخر هو من افضل ما حققته الهيئة في تاريخها، كل ذلك يتبخر عند البعض في مواجهة امور صغيرة هي غير مهمة ـ حتى عند اولئك الذين ذكرت اسماءهم ـ وربما عشرات غيرهم لم اذكرهم من القياديين الرائعين في هذا البلد، فجميعهم يطلب شيئا واحدا هو دعم النجاحات وعدم ابطاء مسيرة العطاء والبناء احيانا بسبب نقص المعلومات في ظروف نعرفها، حيث تختلط الاوراق بسرعة اثناء النقاشات التي تتأثر بالتهييج الاعلامي ما يهدر جهودا كبيرة وفرصا تاريخية اذا ضاعت فقد لا تعود ابدا، وبالطبع في ظروف التهييج الاعلامي فإن الحقيقة هي الضحية الاولى.
نعم، المطلوب هو التوازن بين تقديم كلمات الاحترام من نوع «النائب الفاضل فلان» يقابلها الاستخفاف والتقليل من قدر مواطنين في مواقع قيادية يبذلون اقصى طاقاتهم لرفعة وطنهم، واذا اشتدت عليهم وطأة الطعن والتخذيل، وتألموا، جاءهم الجواب الصاعق «لماذا الاجتهاد الزائد؟ تحملوا» طبعا لا يقال هكذا حرفيا، وانما يقال بصيغة «ما دامت قبلت المسؤولية تحمل»، وهذه والله مصيبة المصائب، نبحث عن القوي الامين حتى نهينه ونلومه على قبوله تحمل المسؤولية، اين العقل؟ اين المنطق؟!
كلمة أخيرة:
قسَّم عمر ( رضي الله عنه ) اكسية من خز جميل وصوف دافئ على نساء اهل المدينة، وتبقى منها كساء فاخر فقال له بعض من حضر: «يا امير المؤمنين، أعط هذا ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) التي عندك» يريدون زوجته ام كلثوم، ابنة علي بن ابي طالب ( رضي الله عنه )، فقال ( رضي الله عنه ): «ام سليط احق به، فإنها ممن بايع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )، وكانت تحمل للناس قِرب المياه يوم أحد».