فيصل الزامل
كتب السيد ناصر الخرافي مقالا بعنوان «لندعم مقاومتنا الباسلة» في الزميلة الوطن أمس، عبر فيه ـ كما فعل في مناسبات سابقة ـ عن موقف شجاع لم يتأثر بموقعه كصاحب استثمارات منتشرة في أنحاء العالم، وهو بذلك يكسر قاعدة «رأس المال جبان» فمن الواضح أنه لا يقيم وزنا لتأثير مواقفه على شركاته الكثيرة، بل ذهب ـ ابان حرب 2006 على لبنان ـ الى مخاطبة الرئيس الاميركي بشكل مفتوح منددا بتلك الهجمة الدنيئة على المجتمع المدني مثلما يحدث الآن في غزة، وهي سابقة جديدة تضاف الى سجلات اليهود الموغلة في العدوان على المدنيين بضراوة لتهجيرهم من مساكنهم، لهذا فقد أصاب الاخ ناصر الخرافي بقوله: «لقد رسم الصهاينة «مستقبلهم» على الابادة الجماعية، فهم لا يعرفون سوى لغة السلاح والدم، ولا يفهمون الا منطق القوة، وهاهي شقيقتنا مصر لم تستعد أرضها المغتصبة الا بعد تحطيمها لما يسمى خط بارليف، وهم الذين ردوا على مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمزيد من آلة الحرب والحصار سعيا وراء تصفية القضية الفلسطينية وخلق واقع جديد تكون فيه جميع قواعد اللعبة بأيديهم» انتهى باختصار.
هذه الشجاعة من رجال الاعمال لابد أن تستوقف الباحث، وهي تشير الى أن الكيل قد طفح بالناس جميعا، بل حتى في اسرائيل نفسها، فقد كتب جدعون ليفي في جريدة «هآرتس» بعنوان «كفى للجنون» ما يلي: «...وتقول وزيرة الخارجية تسيبي ليڤني بوقاحة لا تطاق «وقف اطلاق النار أمر تقرره اسرائيل وحدها» فلا يوجد عندها الا التعطش للدماء وملاحقة أطفال ونساء يركضون بفزع ورعب بلا مؤن ولا ثياب».
وكتب آري شفيت في «هآرتس» أيضا «هذه الحرب ربما تضغط على حماس، ولكنها تحطم اسرائيل، فأي نصر لا يستند الى أساس أخلاقي هو نصر مرتد على أعقابه، ففي غضون أيام ستتوقف الحرب ويتبدد الضباب ثم تضرب حماس في كل مكان، وعندها سيتبين لنا أن ثمن «مغامرة القوة» سندفعه مضاعفا ليس فقط في أميركا أوباما، ولكن أيضا في النفوس المصابة لابنائنا وبناتنا» انتهى.
لقد خسرت اسرائيل في أميركا مثلما خسر العرب الذين قبلوا فكرة السلام في يوم ما، هذا اليوم قد ولى الى غير رجعة، شكرا لابي مرزوق فقد أضاف الى القاموس أن «رأس المال المؤمن بقضية عادلة شجاع، ولأبعد الحدود».
كلمة أخيرة:
قال عبدالله بن عباس: وقفت عند سرير عمر ( رضي الله عنه ) عندما طعن، فإذا برجل من خلفي يقول: «ما خلفت أحدا أحب الي أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذلك أني كنت أسمع رسول الله ژ يكثر من القول: جئت أنا وأبوبكر وعمر، ودخلت أنا وأبوبكر وعمر، وخرجت أنا وأبوبكر وعمر، وإني لارجو أن يجعلك الله معهما» وترحم عليه، التفت، فإذا بعلي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ).