فيصل الزامل
لا يوجد خلاف على الحب كقيمة انسانية عظيمة، وما كتبته الأخت خولة القزويني لا خلاف عليه، فـ«الحب له معنى واسع فهو حجر أساس لبيت سعيد، ومنه تنتقل عدوى الحب الى المجتمع، فالأطفال المحبوبون أكثر ذكاء وحيوية والرؤساء السعداء مع زوجاتهم أكثر ميلا الى السلام..الخ»، وتتابع الأخت خولة «ديننا يفيض بالحث على هذه المعاني العظيمة، قال تعالى (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم ـ فصلت 34)».
نعم، هذه المعاني يجب أن تنتشر حتى لا يختطفها من يحرفها الى ما نقرأه في ملفات المخافر من ضبط شخص تسلل الى منزل أسرة غافلة ومارس الحب (....) مع الخادمة ثم هرب تاركا في أحشائها مخلوقا لن يعرف من هو أبوه الى الأبد وسيعيش المعاناة لعشرات السنين نظير قضاء وطر سريع لتتحمل أوزاره وزارات الشؤون، الصحة والداخلية عشرات السنين!
نعم، نحن بحاجة، كما قالت خولة، الى أن «نحب بعضنا ونسامح بعضنا ونغض الطرف عن الجروح، ونأخذ خطوة استباقية فيها دعوة محبة ومصالحة، فالحب اشعاع نوراني يطرد الظلمات والكدور عن النفس الملوثة وينقيها من الضغائن فتتراخى الأعصاب المشدودة وتشعر بأنك حر طليق قد تخلصت من قيود السلبية التي تجعلك متجهما متخاصما مع نفسك».
هذه المعاني الحقيقية للحب لا تجد من يخالفها، وكما قال الإمام جعفر الصادق «وهل الدين الا الحب؟».
«الوقفة الثانية» مع مقالة الزميل عصام الفليج التي نقل فيها ـ للتاريخ ـ بيانات حركة حماس المعارضة لاحتلال الكويت، ففي أغسطس 1990 صدر البيان رقم 60، والذي جاء فيه: «نحن هنا في فلسطين وفي عمق العذاب نشعر أكثر من أي طرف بمرارة فقدان الوطن ومعاناة التشريد والهجرة، ان شعبنا الفلسطيني لا ينسى احسان وكرم أهل الكويت تجاه الشعب الفلسطيني ابان محنته» وقد أكد الشيخ أحمد ياسين هذا المبدأ بعد خروجه من السجن بقوله: «نرفض وبشكل واضح وصريح الاحتلال العراقي للكويت، هذا الموقف اتخذناه منذ اللحظة الأولى للاحتلال، ودعونا الــى الانسحاب الفوري للقوات العراقية من الكويت»، ويعلن: «سمعت ان بعض الناس يقولون كــلاما لا يدخل العقل مــن ان الشيخ احمد ياسين كـــان يــؤيــد الاحـتـلال، علما اننـي مـنـذ 18/5/1989 كنت في سجن انفرادي معزول عن العالم، وليس معي إلا سجينان تفضلا علي بخدمتي، فكيف عرف هؤلاء ان ياسين أيد الاحتلال؟ انني حزين وآسف ان اسمع هذا الكلام، علما بأن «حماس» اصدرت أكثر من بيان تؤيد حق الشعب الكويتي في وطنه، انني آسف لأن اسمع هذا الكلام والله لا يضيع حق من احسن عملا».
كلمة أخيرة:
قال رجل لعمر ( رضي الله عنه ): «أريد طلاق زوجتي»، فلما سأله عن السبب قال: «لا أحبها»، فقرأ عمر ( رضي الله عنه ) قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة – الروم21) ثم قال «إذا ذهبت المودة، فأين الرحمة؟».