فيصل الزامل
«التصريحات الاستفزازية» التي أشير اليها يوم أمس من يرتبها ومن يقف وراءها؟!
انه ذلك المحرر الذي يصيغ للنائب «تصريحه الاستفزازي» من خلال نقل معلومة مشوشة يترتب عليها رد فعل متوقع، واذا كنا نسمع باستمرار «الصحافة شريك أساسي في الحياة الديموقراطية»، فهل يعنى ذلك أنه لا توجد حدود لأسلوب الإثارة الصحافية؟ لقد ازداد الانزعاج من هذه الظاهرة التي تفاقمت بعد فتح باب التراخيص، حيث ارتبط بقاء الصحيفة على قيد الحياة من عدمه بدرجة انتشارها، فهي معركة وجود، حسبما يراه البعض، ما أدى الى تداخل المصلحة الخاصة للصحيفة مع الحق العام لها في «حرية التعبير» الذي يصاحب الحياة النيابية، ما أدى الى تجيير العام للخاص بشكل ضار لاستقرار هذا البلد.
للتوضيح، لقد حدث شيء مماثل لدى بعض النواب حيث أصبح لبعض الكلمات معنى ظاهر وآخر باطن، فالاستجواب «حق دستوري» ظاهره الصالح العام وباطنه هو التوظيف الخاص للحصول على ترضيات، توظيف شخص لا يداوم في مقر عمله، وترقية آخر لا يستحق الترقية، بغرض الحصول على صوت هذا وذاك، وبالنسبة للنائب فهذا هو تفسير عبارة «حق دستوري»!
أحد المخضرمين علق على ما يجري قائلا: «حتى لو كنت أنا وأنت في هذه الساحة فسنفعل الشيء نفسه، ألا ترى نوابا جيدين ولكنهم مع مرور الوقت يمارسون التنفيع والفئوية رغم أنهم كانوا في السابق يرفضونها؟! لقد أصبحت الساحة ملوثة، الحكومة تشجع النائب على كسر القوانين وتسترضيه بالتجاوزات وتحفظ لكل نائب «كوتة» في التعيينات، أصبحت أشبه بالحقوق، الكل «يهبر» من المال العام، فإذا تلكأ النائب الجيد عايره الناس وهذا الكلام ينطبق على جميع المناطق السكنية وإن ازداد في بعضها عن الآخر، انه نظام سيئ يشجع على التجمع وراء المنافع وليس المبادئ ويحرض على شق صفوف المواطنين بحسب خلفياتهم، ما اضطر كثيرين لافتعال أسماء وانتماءات وصار الحال يشبه النظام الماسوني الذي يستفيد المنتمي اليه من ترقيات ورعاية لا يجدها غيره، والكويت اليوم صارت مع الأسف مجموعة محافل ماسونية، بأسماء ومسميات مزركشة، القاسم المشترك بينها هو الحصول على المنافع فقط لا غير» انتهى.
نعم، نحن مع العمل «الديموقراطي» وليس «الديموكريزي»، ونحتاج الى ترشيد الممارسة الحالية، بالضبط مثلما نتحدث عن ترشيد الفهم والتطبيق للدين الإسلامي الحنيف، فالعيب هو في الفهم المنحرف، لا في أصل الفكرة وجوهرها.
كلمة أخيرة:
قال عمر ( رضي الله عنه ): «إن هذا الأمر لا يصلح له الا اللين في غير ضعف والقوة في غير عنف، وإن قريشا تريد أن تكون مغويات (مصائد) لمال الله تعالى من دون عباد الله، أما وأنا حي فلا والله، وإني آخذ بحلاقم قريش أمنعهم من الوقوع في النار».