Note: English translation is not 100% accurate
«الوطن» نعمة وأي نعمة!
الاثنين
2006/11/20
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
سمعت مواطنا من أهل عُمان ذات مرة يقول: «قابوس عَزنا، أولادنا تعلموا، الوظائف زادت، البيوت توافرت، العمران في كل مكان، ما ننسى اللي عمله لنا السلطان، عزنا الله يعزه».
في المقابل، سمعت صديقا من أهل اليمن الجنوبي يقول: «وصلنا الى مطار عدن راجعين من الخليج، كلنا بلباس شعبي، ماعدا واحدا فينا، كان لابسا بدلة، وقفنا في طابورالجوازات، استدعاه رجال المخابرات، انتظرناه خارج المطار ست ساعات، وركبنا السيارة الى بلدنا الذي يقع خارج عدن، في حضرموت، في الطريق سألناه عما حدث، كان يتحدث بحرقة عن الإهانات التي تعرض لها وهو إنسان عادي، ليست له أي صفة سياسية ولم يوجهوا له أصلا أي تهمة أو سؤال سياسي، فقط إهانات، لماذا؟».
قال له أحد أصحابه في السيارة: «ألا تعرف لماذا؟» قال: «لا». قال: «لأنك كنت رافعا رأسك، مجرد ان تلبس لباسا كهذا يعني انك شخص مميز، لهذا لابد ان تخفض رأسك!».
قال في غضب شديد: «أخفض رأسي في بلدي؟! وكنت أرفع رأسي كشخص محترم في دول الخليج، لماذا؟!». قال: «هذه هي الحقيقة يا صاحبي».
إنها حقيقة مرة، ليست فقط بسبب النظام السياسي، ولكن النظام الاقتصادي الناجح الذي يوفر سبل العيش الكريم لمواطنيه، والاستقرار لهم، وبغير ذلك فها نحن نشاهد جزءا من الشعب اللبناني يهجر وطنه لسبب اقتصادي ـ في السابق ـ وأمني في الحاضر.
ان حمل جنسية بلد آخر غير الذي نشأ فيه المرء ليس أمرا سهلا، لولا تلك الضغوط، وبالعكس بالنسبة للمواطنين العائدين الى دولهم، كما في عمان، بعد ان نجحت الدولة في ادارة مواردها ـ مهما كانت قليلة ـ ادارة حكيمة حتى صارت أكبر أثرا من موارد كثيرة في بلاد لم ترزق بادارة حكيمة.
والموارد المالية، شقيق الاستقرارين السياسي والأمني، ومثلما يطالب الحاكم بالادارة الحكيمة للموارد، يُطالب السياسيون بالشيء نفسه لتحقيق الاستقرار، وعدم الانجراف وراء الطامحين، والتساهل بل والتفريط بالاستقرار بغير أي إحساس بخطورة فقدانه.
كلمة أخيرة:
دار الحوار التالي بين «هولاكو» وآخر خليفة عباسي في شهر فبراير 1258م في قصر الخليفة الذي كان يرتعش من الخوف، وقال: «اني جائع» بعد ان منع عنه الطعام يومين فقدم له «هولاكو» طبقا مملوءا بالذهب من خزائن الخليفة، وقال له «كل، لماذا لا تأكل كل هذا الذهب الذي كنزته ولم تطعم به شعبك كي يحميك؟!
لماذا لم تحول حديد قصورك الى رماح تسددها الى صدورنا؟!
لماذا انشغلت ونحن نزحف اليك بالراقصات والتسلّي بالنوادر والسخرية وشرب الخمر؟!»
ثم أمر به فوضع في كيس وركله الجنود حتى لقي حتفه.
اقرأ أيضاً