Note: English translation is not 100% accurate
البحرين تنتخب مجلسها الثاني
السبت
2006/11/25
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1188
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
اليوم ينتخب المواطن البحريني في بلده للمرة الثانية، وقد مر على التجربة النيابية أربع سنوات في ظل نظام المجلسين، هذه المرة تشارك المجموعة التي قاطعت الانتخابات الماضية، ما يضيف الى هذه الانتخابات زخما إضافيا.
المخيمات الانتخابية منتشرة في مناطق الدوائر الانتخابية والندوات لم تتوقف، وشاركت أجهزة الإعلام الرسمية في توعية الناخب تجاه الممارسة السياسية ودوره في تفعيلها، ولم تخل تلك الحملة من التنبيه الى «... ويعاقب القانون أي مرشح يدفع الى الناخب مباشرة أو بشكل غير مباشر، وسواء كان الدفع نقدا أو عينا» مع اشارة الى نوع العقوبات المنصوص عليها في القانون.
في البحرين الوعي السياسي لدى «النخبة» قديم جدا، ولكنهم يشتكون من حداثة انخراط الناس العاديين، ومن ثم قلة خبرتهم حتى في ادارة المحاورات الانتخابية، وهو أمر ليس بالنادر، حتى في الدول المتقدمة، فالتعاطي بالشأن «العام» من منظور سياسي ليس من أولويات المواطن العادي، ولهذا فإن الإصرار على انتقال هذا «العادي» الى صالونات الفكر واشكالياته هو تزيد، والأصح منه هو انتقال معاكس من قادة الرأي الى دوائر اهتمام المواطن «العادي» ليس بغرض الانقياد لها، ولا بهدف الانصياع لآراء غير مكتملة لدى المواطن بسبب نقص المعلومات، بل لتجسير العلاقة بين الناس والدولة، والمناقلة في الاتجاهين، سعيا للوصول الى الرأي السديد.
البحرين بلد قليل الموارد النفطية، كثير القدرات البشرية، من الناحية النوعية، وبالذات في فئة الشباب، الذي يفيض بالطموح، ولا يشبع من التعليم الذاتي، الذي هو أهم من التعليم العام.
هذه الثروة بدأت آثارها في الظهور، وكل ما تحتاجه البحرين هو الاستقرار، والأخذ بمشاركة سياسية بناءة، إيجابية، هذا ما تقرأ مقدماته في شعارات المرشحين ودعواته في المقالات التي تفيض بها الصحف البحرينية هذه الأيام.
العلاقة بين المواطنين الشيعة والسنة في البحرين تعتبر شبه نموذجية، وما حدث من تظاهرات في السنوات الماضية لم يكن بين الناس وبعضهم، بل بين الشارع الشيعي والحكومة، وهذا الأمر أخذ منحى جديدا منذ ان تولى الملك حمد بن عيسى ـ يحفظه الله ـ مقاليد الحكم، حيث قام بخطوات عديدة التقطها الشارع الشيعي بالترحاب، وتأخرت القوى الشيعية السياسية في استيعاب ذلك التغيير، وتلقت بسبب ذلك لوم قاعدتها، وها هي الآن تعمل على استدراك الذي فات.
نعم، علاقة الشيعة مع السنة في البحرين شبه نموذجية، الندوات المشتركة بين علمائهما تلفت انتباه المراقب لتلك الانتخابات، والخطاب الدعائي للشيعة يؤكد على «وطنية» البحريني الشيعي ورفضه لأي تصنيف جهوي، مع ايران أو غيرها، وهم في ذلك يتفوقون حتى على الحالة الكويتية.
لا يزال هناك الكثير مما يجب عمله من جانب الناشطين السياسيين، والسلطات الحكومية لرعاية هذه النبتة اليافعة، فنحن في منطقة تجمع النهضة الاقتصادية المتسارعة، الى جانب الاضطراب الاقليمي الساخن وربما المشتعل، في هذه الظروف يحتاج الطرفان الحاكم والمحكوم الى ممارسة حذرة تفيض بالحكمة لعبور هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة.
أخيرا، يمكن للكويت الافادة من تجربة انشاء لجنة عليا للاشراف على نزاهة الانتخابات تضم قضاة وناشطين حياديين، كما هو مطبق في البحرين، لتقليل ظاهرة الطعن في نتائج الانتخابات، وصولا الى مكافحة شراء الأصوات عبر مجهود شعبي، ومؤسسي، وهو مجهود لا يقتصر على أيام الحملة الانتخابية، كما هو معلوم.
أطيب الأماني للبحرين بالتقدم والرفاه، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
كلمة أخيرة:
كلم عمر بن عبدالعزيز الوليد بن عبدالملك في شيء، فقال له: كذبت، فقال عمر: «ما كذبت منذ علمت ان الكذب يشين صاحبه».
اقرأ أيضاً