Note: English translation is not 100% accurate
المواطنون الجدد وتأثير القدامى عليهم
الاثنين
2006/11/27
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1325
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
مع ازدياد اعداد التجنيس في الكويت يطرح سؤال حول اتجاهات هذه الاعداد فيما يتعلق بمفهوم الوطن، وهل هو اخذ وعطاء، ام اخذ فقط؟!
وعلى المستوى السياسي، هل المشاركة في الحياة الدستورية بالنسبة للمواطنين الجدد هي ممارسة عصرية، ام انها شيء آخر من شؤون الاستحواذ؟!
للاجابة على هذه التساؤلات، عليك ان تتخيل نفسك وقد زرت بلداً لا تعرف طريقة قيادة السيارة فيه، من جهة معدل السرعة، او عبور الشارع بالنسبة للمشاة، فربما ستلجأ الى ملاحظة الآخرين، وتحاكي معدل السرعة الذي يقودون به سياراتهم، فلو كنت تقود في بيروت ـ مثلاً ـ باتجاه الجبل، ورأيت قيادة فيها شيء من السرعة، فانك اذا ابطأت كثيراً فقد يصطدم بك من خلفك، وبالعكس اذا كنت تقود سيارتك في مسقط ـ مثلا ـ ورأيت الناس يقودون وفق اشارات السرعة الظاهرة على جانبي الطريق، فانك ستفعل مثلهم في الغالب.
الشيء نفسه تفعله عند عبور الشارع ماشياً، في لندن ـ مثلا ـ فاذا كان الناس لاينتظرون الضوء الابيض، ويعبرون بأعداد كبيرة لمجرد خلو الطريق من السيارات، فانك على الارجح ستفعل مثلهم. مثل هذا يحدث من جانب المواطنين الجدد، في الكويت على الارجح، فان سلوك من قبلهم هو مؤشر يستخدمونه لقياس تصرفاتهم، وليس صحيحاً الاشارة الى ان بعضهم قد جاء الى الكويت من البادية وانه لذلك يتفلت من الالتزام بالقوانين، فان في دول مجاورة من اهل البادية اعداداً لا تحصى وهي منضبطة بالسلوك الذي ارادته الدولة هناك لمواطنيها.
على المستوى السياسي، لاحظ «الجدد» ما فعله «القدامى» من تفضيل الصراخ على الحوار، فاتبعوه، ولا يغير شيئاً انهم استخدموه لانجاز الخدمات وليس لقضايا الشأن العام، فالاولوية ـ ديموقراطيا ـ هي لاصوات ناخبيك، وليس ناخبي النخبة!
الشيء نفسه في الشأن الاقتصادي، فالمعارك بين الاقتصاديين على صفحات الصحف، وفي المحاكم، يمارسها «القدامى» طوال العام، الامر الذي فهم معه «الجدد» ان الوطن «كعكة» وقد فاز من اقتطع منها حصته قبل غيره، ولا يعرف هؤلاء ان «القدامى» الذين يتذابحون اقتصاديا، هم ابناء لجيل مختلف، كانوا يؤثرون غيرهم على انفسهم ولو كان بهم خصاصة، الا ان هذه الخصال ـ مع الاسف ـ قد دفنت تحت طبقات الثرى مع اجساد اولئك الآباء والأجداد.
نعم، علينا ان نلوم انفسنا قبل ان نلوم «الجدد» وان نعمل بشعار (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وان نكف عن لوم الآخرين الذين لم يفعلوا شيئاً سوى مراقبة القدوة، ان خيراً فخير، والا.
معذرة للألم، فان المراهم على الدمل لا تعالجه، واذا كان العلاج مؤلماً، فهو في النهاية، علاج.
كلمة أخيرة:
قرأ رجاء كتاب العهد من الخليفة الى عمر بن عبدالعزيز، خليفة من بعده، فقال هشام بن عبدالملك: «والله لانبايعه ابدا»، فقال رجاء: «والله اضرب عنقك الآن، قم فبايع» فقام يبايع عمر وهو يقول له: «انا لله وانا اليه راجعون حين صار هذا الامر اليك على ولد عبدالملك».
فقال عمر: «نعم، انا لله وانا اليه راجعون حين صار هذا الامر الي، لكراهتي له».
اقرأ أيضاً