Note: English translation is not 100% accurate
من أعظم انتصارات العرب ما قادها غير العرب
الثلاثاء
2006/11/28
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
العلاقة النفسية بين العرب، وغير العرب من المسلمين تأذت كثيراً ابان الطرح العرقي القومي الذي ابتدأ في تركيا نهاية القرن 19 وبداية القرن 20، ثم اجتاح العالم العربي، وانتعشت تلك العلاقة بين العرب وغير العرب على خلفية القضايا الاسلامية المشتركة، وفي مقدمتها فلسطين، ثم جاءت الملفات المتلاحقة «افغانستان ـ العراق ـ لبنان ـ الدنمارك ـ الحجاب... الخ» لتجعل العالم الاسلامي، والعربي في حال غير مسبوق من التقارب النفسي.
هذه ليست المرة الاولى، ففي التاريخ تراجعت هذه العلاقة ابان الدولة الاموية وانتعشت ابان العباسية، ومن بعدها، وصارت قيادات العالم العربي والاسلامي ورموزه واحدة، منصهرة.
على المستوى الديني يمثل اتباع مذهب «ابوحنيفة» ـ وهو من اصل فارسي ـ ثلثي العالم الاسلامي، ومسجده في بغداد ـ اليوم ـ يمثل مركز الالتفاف العربي المقدس لديهم دينيا، كعرب سنة.
على مستوى القيادات التاريخية يصطف صلاح الدين الكردي مع خالد بن الوليد العربي وقطز الالباني في الذاكرة العربية والاسلامية بشكل متماثل، كل منهم يمثل حقبة زمنية شامخة.
المشاغبات العرقية التي ادانها الاسلام ليست بين العرب وغير العرب فقط، بل هي بين العرب أنفسهم، وفي داخل القبيلة الواحدة، والشيء نفسه بين غير العرب، فهم ايضا قبائل وشعوب تقع بينها ذات المشاغبات، التي لا دواء لها إلا بالسمو الديني القائل «دعوها فانها منتنة» و«يا أبا ذر انك امرؤ فيك جاهلية» رغم انه «ما حملت الغبراء ولا اظلت السماء رجلا اصدق من ابي ذر».
لقد تلقف العامة الهاتف العرقي، وتراشقوا به بغرض التباهي فيما بينهم ـ ايضا عند غير العرب فيما بينهم، والعرب داخلهم ومع غيرهم ـ لهذا، كان شعار «الامراء بين قريش» مخرجاً، في فترة من الزمن، وعلاجاً نفع في ظروف معينة، والتي انتهت بسقوط الدولة العباسية لما نخر السوس في تلك الفئة الحاكمة.
ان العامة تتلقف اللفظ فتديره على غير وجهه، فان المرء اذا اعجزه اللفظ قالوا عنه «استعجم عليه الكلام» اي تعسر في التعبير ولم تسعفه الكلمات، ولما كانت العرب امة فصاحة، تقول الشعر بداهة، وتعرب عن نفسها صراحة فقد اكتسبت اسم العرب، من القدرة على الاعراب عما يجيش في النفس، فالعربية هي وصف حال، والشواهد كثيرة في القرآن الكريم (وكذلك أنزلناه حكماً عربياً) اي واضحاً، صريحاً.
عند العامة ينزل لفظ الاعجمي ليس كتسمية لغير العربي، ولكن للتمييز الطبقي، كما فعل اليهود بقولهم (ليس علينا في الأميين سبيل) في وصفها للعرب، وتفعل ذلك سائر الشعوب فيما بينها، والاستثناء من ذلك هو النداء الديني في الماضي، والحاضر متمثلاً في القضايا المشتركة، وهي مصيرية.
ما يجري في العراق هو دليل على ان التداخل والتزاوج والتلاحم الاجتماعي بين العرب وغير العرب لعقود وازمان، صار يتعرض لتهديد ليس وراءه الا فهم العوام، وكلام مبهم لا اصل له.
تقول المتحدثة في ندوة د. شفيق الغبرا «انا سنية، زوجي شيعي، ابنائي فيهم من يأخذ بهذا وذاك من المذهبين، والاستاذ احمد ـ حاضر بالندوة ـ شيعي، زوجته سنية، عمرنا ما عرفنا هالتفرقة، شنو صاير؟!».
اذكر اثناء وقوفي خارج مدرسة ابن سينا المتوسطة في الدعية، يوم ان كنت طالباً، قال لي احدهم ـ اسمه الاول جاسم ـ وهو ينظر الى طالبين يسيران وقد امسكا بيد بعضهما في صفاء، قال جاسم، موجهاً الكلام لي، وهما يسمعانه: «هذا اقوى من هذاك، شوف عضلاته» وما زال يحرش بينهما في شقاوة حتى نفضا يديهما، وشيئاً فشيئاً حدث بينهما عراك، وسقطا على الارض يتصارعان، حسبما اراد جاسم.
هذا ما يجري في العراق.
كلمة أخيرة:
خطب عمر بن عبدالعزيز فقال: «ان الله لا يعذر العامة بعمل الخاصة، فاذا المعاصى ظهرت فلم يغيروا، اخذت العامة والخاصة».
اقرأ أيضاً