Note: English translation is not 100% accurate
البابا هل يفتح صفحة جديدة؟ ـ رثاء الحنيف
السبت
2006/12/2
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1756
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
زيارة بابا الفاتيكان الى تركيا، لمد جسور بينه وبين المسلمين من جانب ومع الارثوذكس من جانب آخر، تمثل خطوة ايجابية من القيادات الروحية في العالم الذي يغلي على خلفية التطاحن بين أتباع الديانات، وفي داخل كل ديانة، بنفس الدرجة.
لقد حافظ المسلمون على الكنيسة الشرقية ـ آيا صوفيا ـ كما حافظوا على كنيسة القيامة في بيت المقدس، وهو امر تقدره اوروبا التي عرفت هذه الحقائق اكثر من المجتمع الاميركي الذي يرى العالم الاسلامي من نافذة الاعلام الصهيوني المهيمن على محطات التلفزة هناك.
لقد بلغ التشنج في الولايات المتحدة ان تم انزال ستة من العلماء المسلمين من الطائرة في شيكاغو، وجرى تكبيل ايديهم بالاصفاد وفيهم الشيخ الوقور الطاعن في السن، وذلك قبيل اقلاع الرحلة، لمجرد ان راكبا كتب ورقة الى موظفة قبل صعود الطائرة يعبر فيها عن عدم ارتياحه لاداء هؤلاء العلماء للصلاة جماعة، وهو امر يقوم به حتى اليهود قبيل اقلاع الطائرة في عدد من المطارات الاميركية.
ان القيادات الدينية، من مسلمين ومسيحيين، وفي داخل كل ديانة مطالبون بممارسة جهد مضاعف لازالة الاحتقان المتزايد، فإن التوتر لا يوفر احدا، وهو سرعان ما ينقلب على الجميع.
لقد اضطهدت الكنيسة اللوثرية مخالفيها، وعندما حمل الرومان معهم الى مصر ـ قبل الاسلام ـ راية المسيحية الاوروبية، اضطهدوا الكنيسة القبطية ومقرها مدينة الاسكندرية، ما دفعها للانتقال الى اعالي الصعيد، في العهد الروماني، وهو سبب انتشار المسيحية القبطية في الصعيد، واستمر ذلك الانتشار ـ جنوبا ـ حتى بلغ بلاد الحبشة، وذلك قبل ظهور الاسلام في جزيرة العرب، ومثل ذلك حدث من قبل الرومان تجاه اهل اسبانيا ايضا قبل وصول الاسلام اليها، وفي جميع تلك الاحوال رحب اهالي هذه البلاد، مصر واسبانيا، بالمسلمين الفاتحين للتخلص من الرومان الذين اضطهدوهم ردحا من الزمان.
لقد كان اضطهاد الكاثوليك للبروتستانت في ايرلندا قبل 250 عاما السبب الرئيسي لكثافة اعداد القادمين الى الولايات المتحدة، من هذه الجزيرة، اكثر من غيرها.
الاضطهاد الذي عانى منه الارمن ابان الدولة العثمانية بسبب مساعدتهم الروس في حربهم مع العثمانيين هو نقطة خلاف مستحكم بين الاتراك والارمن، ولم يكن الباعث دينيا، بقدر ما انه الخلاف السياسي، وقد ترتبت عليه مذابح مازالت تشكل عقبة كبيرة في العلاقة بين تركيا والمسيحية الشرقية رغم مرور 150 عاما على تلك الحقبة.
وحدها الزعامات الدينية القادرة على مداواة تلك الجراحات العميقة عبر الحوارات الصريحة والمباشرة، وهو امر نجحت فيه الصهيونية فجعلت الكنيسة تتغاضى عن معتقد راسخ لديها بشأن مقتل المسيح ( عليه السلام ) ـ كما يقولون ـ على يد اليهود، وهو الامر الذي غضت الكنيسة الطرف عنه، ونحن اولى بتحقيق انجاز مماثل، مع سجلنا الابيض تجاه المقدسات المسيحية في بلادنا.
كلمة أخيرة:
خالد عبدالمحسن الحنيف، يرحمه الله، فقدناه يوم الخميس الماضي في مسلسل حوادث الطرق الذي لا يكف عن مداهمة البيوت الآمنة، لينشر فيها الاسى واللوعة، يرحمك الله يا خالد، ونسأله سبحانه لوالديك واخواتك الصبر الجميل الذي يهون المصاب الجلل، واذا كانت الايام تداوي كل مصيبة فإن المداواة باليقين لا تدعها تمر بغير غنيمة (انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب).
اقرأ أيضاً