فيصل الزامل
العزاء الحار للشيخ جابر الخالد الصباح، ولأسرته الكريمة، والله نسأل للفقيدة الغالية الغفران وفسيح الجنان، ولذويها وأسرتها الصبر والاحتساب من الله واسع الإحسان، وهي مناسبة لاستذكار شمائل هذه الأسرة الكريمة التي تتواصل مع الناس في الأفراح والمناسبات كافة، شيمتها التراحم والمودة مع المواطنين كافة بغير تمييز، وهو ما يعرفه الناس عبر كثرة فرص الالتقاء بأفراد الأسرة في الدواوين الكويتية والمناسبات المختلفة، ومناسبة اليوم هي لتوجيه تحية مع واجب العزاء إلى هذه الأسرة الكريمة، والحبيبة إلى أهلها وهم عموم الناس في هذا البلد.
وبمناسبة عودة رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ ناصر المحمد من سفره الميمون، نقول له: قدمت أهلا وحللت سهلا معافى من كل سوء.
من جانب آخر، فقد دار حديث حول كثرة الصحف الصادرة في الكويت وظاهرة التوزيع المجاني، إضافة إلى منحى جديد في دنيا الصحافة جعل الصفحة الأولى بأكملها عبارة عن بيانات موجهة في قضايا تريد كل صحيفة إيصالها إلى الناس، أو أن يرد صاحب كل صحيفة على آخرين، هذا الأمر يدعو إلى التساؤل عن الوصف الحقيقي لهذه المطبوعات التي ربما احتوت على مواد إخبارية من قبيل «لزوم الديكور» بينما هي في حقيقة الأمر «منشورات دعائية» لا تختلف عما يوزعه المرشحون، ولهذا فهم لا يتقاضون ثمنا عن تلك المنشورات التي يسمونها صحفا، بدليل أن صحيفة مثل جريدة «الشرق الأوسط» تطبع وتوزع في الكويت، وبالرغم من أنها لا تحمل مواد إخبارية خاصة بالكويت ولا تحقيقات تهم الناس بشكل محلي، ومع ذلك فإن قيمة الاشتراك بها هي 60 دينارا يقابلها 25 دينارا للصحف الكويتية القديمة بينما توزع تلك «المنشورات» مجانا، وهذا مؤشر دقيق للتسمية اللازم استخدامها لوصف ما يجري في دنيا هذه المطبوعات.
نعم، لقد أحست فئة من هذا المجتمع بالقوة الهائلة لتلك الأداة بعد أن رأوها تحدد أجندة الاجتماع في السلطة التنفيذية، وتغير تلك الأجندة في اللحظة الأخيرة، ويتخاطب من خلالها السياسيون، بل تحدد هي ما يجب أن يقوله السياسي، خاصة بعد أن تمت إضافة البث الفضائي لتلك المطبوعات، إلى الحد الذي قال فيه أحد الذين استدعتهم النيابة عن أقوال نسبت إليه يحاسب عليها القانون: «كانوا يسألونني، وفي نصف الإجابة يقول المذيع.. شكررررن ن ن، وينقطع الإرسال» بمعنى أنهم يحددون له الإجابة حتى يقع في مطب لم يكن قد حسب حسابه.
إننا في موسم حساب لأداء المجلس والنواب السابقين، ومن الانصاف أن تشمل المحاسبة الصحافة المحلية، وأن يتم رصد دورها فيما آل إليه الحال، وتجاهلها للتوجيهات السامية والمباشرة الموجهة لها تجاه دفع البلاد نحو الأزمات الواحدة تلو الأخرى جريا وراء شهوة المبيعات، وفي ظل فشل كل محاولات التذكير بالشعار المرفوع في مبنى جمعية الصحافيين «الصحافة حرية ومسؤولية» فإنه لابد من التفكير في وسيلة أخرى، فبالقدر الذي تم فيه اختطاف الأدوات الدستورية وحرفها عن المسار الذي شرعت لأجله، فكذلك الحال مع حرية التعبير التي غدت وسيلة تجارية بحتة – للتسويق - لا علاقة لها بالمعنى السامي لهذا المبدأ المختطف.
آمل أن يرصد الناخبون، هذه المسألة بجدية تامة، بالنظر الى أن المرشح هو شخص ضعيف أمام هذه الأداة المتجبرة، في معظم الأحيان!
كلمة أخيرة:
قال رجل لعمر رضي الله عنه «اتق الله» وكررها، حتى قال له رجل آخر «اسكت فقد أكثرت على أمير المؤمنين» فقال له عمر «دعه، لا خير فيهم إن لم يقولوها، ولا خير فينا إن لم نقبل».