Note: English translation is not 100% accurate
تقاعد الوكلاء تفريغ مفاجئ للدولة
الأحد
2006/12/3
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
المشهد الاداري في الكويت هو «حوافز مالية للقياديين تصل الى 100,000 د.ك وتتجاوز هذا الرقم» لحثهم على التقاعد بشكل جماعي، حاملين معهم كل المتابعات والمعلومات، والعلاقات بين قيادات العمل في مرافق الدولة، والتي تفوق في اهميتها المراسلات (كتابنا وكتابكم)، للاسراع في الاداء.. كل ذلك يذهب مع الوكلاء والمساعدين الى البيت، وبشكل جماعي.
يقابل ذلك «قصف» لا يهدأ على القياديين الصامدين، فالاسئلة الانتقائية والدعوات لحضور لجان برلمانية لا يهتم بحضورها من دعا اليها، بينما هي تنهك الصف القيادي في الوزارات، دعك من شخص الوزير «المؤقت»، فالحبل على الجرار لأي وزير، ويفضل ان يكون وزيراً شعبياً متفانياً.
انها معادلة غريبة، تفريغ جسم الدولة من الخبرات دفعة واحدة، بالترغيب والترهيب من جهة، مع ملاحظة ان «بعض» من سيبقى رغم الاغراء قد يكون ممن استهدفت تلك الاجراءات اخراجه، اكرر «بعض» وليس الاغلبية.
نحن في الكويت نؤمن بنظرية خلع السن الصحيحة، لهذا جاء اجراء تفريغ الجسد القيادي في الدولة على خلفية مسألة جزئية، تتعلق بالتدوير في الصف القيادي في بعض الوزارات، وفجأة تحولت الى مذكرة من مجلس الوزراء، وليست دراسة من مجلس الخدمة المدنية، وبالطبع عوملت رغبة «...» مجلس الوزراء على انها تعليمات عليا دون اشباع الامر بدراسة شاملة تحيط بآثاره المتعددة على قدرات الصف القيادي في المستوى الاوسط والذي يلي الوزير مباشرة.
نحن في دولة تعتبر هي الاعلى في معدل دوران الوزراء، وكان استقرار الصف الثاني هو صمام الامان، وقد تم العبث بهذا الصمام، الى الحد الذي شمل فيه هذا القرار فئة السفراء، فاكتشفت وزارة الخارجية انها ستفقد نصف سفراء الكويت في الخارج خلال شهر واحد، بالنظر الى ان الفرصة المتاحة للافادة من ميزة التقاعد تنتهي في ديسمبر القادم، الامر الذي حدا بالخارجية لطلب استثناء السفراء، ومنحهم فرصة عاماً اضافياً.
اذن، الموضوع يفيض بالتخبط، وبالنظر الى انه لا يهم الرقابة النيابية، فهو موضوع غير شعبي، فاننا نتساءل عن آثاره السلبية والايجابية على اداء الدولة، والبواعث التي دفعت مجلس الوزراء الى حث قيادة الدولة «الوسطى» للتنحي وبشكل جماعي؟!
وما هي الخطة المعتمدة ـ ان وجدت ـ لتعبئة هذا الفراغ في هذه الفترة الزمنية القصيرة؟!
نأمل ان تسلم قراراتنا الاستراتيجية من تأثير الضغوط السياسية المتلاحقة، وان يتم التعامل بهدوء مع مسائل مصيرية، كهذه او غيرها، وان يتم تفعيل الجهاز الاستشاري في مختلف الميادين، وان تستند قرارات كهذه الى دراسة.
اخيراً، نتمنى ان تكون للاستشارة المتخصصة قيمة واهمية، تفوق همسة عبر تلفون، تنسف دراسة شاملة يقوم بها جهاز متخصص لديه كل المعلومات، ولكنه يقدمها في وضح النهار، وليس عبر ضبابية الهمس وغموض «هذا قرار سياسي»!
كلمة أخيرة:
حدث عمر بن عبدالعزيز عن أبي بكر بن الحارث ان خديجة ـ رضي الله عنها ـ قالت لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عندما رجع من غار حراء وهو يرتجف، اول ما نزل عليه الوحي: «اخبرني اذا جاءك» فأشار اليها لما حضره جبريل، فطرحت خمارها عن رأسها، وقالت: «هل تراه؟» قال: «لا».
فقالت: «والله هذا ملك كريم، فقد استحى وان الشيطان لا يستحي».
كان لديها علم نفر من اهل مكة، لا يعبدون الاصنام، منهم ورقة بن نوفل.
اقرأ أيضاً