Note: English translation is not 100% accurate
بين «سكر كنانة» و«سليل الجهراء»
الثلاثاء
2006/12/5
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
قصة مشروع سكر كنانة فيها عبر كثيرة، فقد قادت الكويت، يوم ان كانت تقود إقامة المشاريع، إنشاء هذا المشروع في السودان، في عام 1973، فأنشأت شركة برأسمال 600 مليون دولار، أسهمت الكويت بـ 30% والمملكة العربية السعودية بـ 10% والباقي للحكومة السودانية، التي لم تكن تملك ما تساهم به، فقام الصندوق الكويتي والصندوق السعودي للتنمية بتمويل حصتها من رأس المال.
ارتكز المشروع على الثروة المائية وخصوبة الأرض، حيث تغذية مياه نهر النيل الأزرق، ونهر النيل الأبيض بكمية تعادل، في اليوم الواحد، موارد الكويت المائية في عام كامل.
اليوم تملك الكويت والسعودية 40% من مشروع سكر كنانة الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم، وهو يدر أرباحا وفيرة على المساهمين الى جانب انه تحول الى مدينة تضم عشرات المدارس وجامعتين ومطارا.
لم تتحقق هذه النتيجة الباهرة بسهولة، فقد مر المشروع بمصاعب في الأعوام 90 ـ 1992، وتدخلت الكويت بحزمة تمويلية أعادت الى المشروع توازنه حتى بدأ في تحقيق الأرباح ابتداء من عام 1995.
الذين يتساءلون عن جدوى الانفاق في دول اتخذت فيما بعد مواقف غير ودية، ومؤازرة للعدوان يتناسون ان الله عز وجل قد هيأ الأسباب للكويت فتحررت بحشود دولية غير مسبوقة، وبأقل قدر من الخسائر البشرية، مقارنة بطبيعة الاحتلال المتغلغل في المناطق السكنية، ويمكن توضيح الصورة بنظرة سريعة للحالة اللبنانية في الحرب المؤلمة الأخيرة.
نعم، كانت للكويت قيادة وريادة في اقامة المشاريع، ولا تزال، الا انها في هذه الأيام يقود فيها المسيرة القطاع الأهلي، يبني المساكن والمراكز التجارية والمدن السياحية بدول كثيرة في شتى أنحاء العالم، وترحب به تلك الدول، أما في بلده فالحال لا يسر أحدا.
المشاريع التي تلغى هذه الأيام مثال صارخ لما تعيشه الكويت من تراجع مشروع «سليل الجهراء»، الذي كتب عنه كثيرون من أهل الجهراء، يشكرون الأخ محمد ناصر السنعوسي، لتحويله ساحة كانت مرتعا للحيوانات الضالة، وهي في طريقها اليوم لتصبح رئة سياحية وترفيهية تستقطب الناس الى الجهراء، بدلا من المرور بها بلمح البصر، ويستفيد منها أهالي المدينة لما تحويه من خدمات ملائمة للكبار والصغار.
المناخ العدائي للمشاريع في الكويت يطلب من مشاريع قائمة هدم الأجزاء الناجحة فيها، والابقاء على الكراجات فقط، رغم ان المخالفات التي حدثت تمت بموافقات رسمية، فنحن في بلد تقول «لا» بشكل غير منطقي، فإذا لاحق صاحب المشروع المعاملة، واقنع المسؤولين في وقت لاحق بأن تلك الـ «لا» لا تستند الى منطق ووافقوا، اعتبرت موافقتهم خطأ، ولست في هذا المقام في حل ممن يستخدم الرشوة للحصول على هذه الموافقة، فهو آثم ومن أخذها آثم، ولكنني أتوقف عند صاحب الـ «لا» غير المعقولة، وهو المتسبب الأول في إرباك مسيرة البناء.
بعض المشاريع حصلت على الموافقات بعد اجتماعات على أعلى مستوى، تبين خلالها ان «لا» لا تستند الى منطق، وأما الاحتجاج بأن من قام بتلك المشاريع قد حقق أرباحا طائلة، فإن في السوق المالي من حقق أكثر منه عبر المضاربات وبغير تقديم شيء نافع للناس، فمن هو الأكثر نفعا؟!
ولماذا نربح نحن من مشروع سكر كنانة؟!
أليس ذلك ناتج الكفاح والصبر على الخسائر والمعاناة؟ آن لنا ان نسترجع طاقاتنا المهاجرة والتي استفاد منها كثيرون في أنحاء المعمورة، ونحن أولى بها.
كلمة أخيرة:
جاء الناس من بلاد بعيدة الى عمر بن عبدالعزيز لما استخلف، فخطب قائلا: «أيها الناس، الحقوا ببلادكم، فإني أنساكم ها هنا، وأذكركم وانتم في بلادكم».
اقرأ أيضاً