Note: English translation is not 100% accurate
جيل «العم صالح الشايع» يمكن تكراره
السبت
2006/12/9
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
يرحم الله العم صالح الشايع، الذي تركنا بالأمس عن عمر يقل قليلا عن مائة عام، قضى أكثره حاضرا في الحدث، شاهدا على أهم الحوادث، يصفها لك بأمتع الأحاديث.
قد لا يكون هذا النوع من الرجال متواجدا في المنتديات العامة، ولكن معارفهم وزوارهم في مجالسهم يستلهمون ما يحرك تلك المنتديات.
العم عبدالله بودي، عافاه الله ومتعه بالصحة والعافية، نموذج آخر، وكذلك العم فلاح الحجرف، يحفظه الله، هذه النوعية ـ وأمثالهم آخرون كرام ـ هم مصدر إلهام، بكلمات قليلة واشارات حكيمة، يقولون الكثير، بل يرسمون لنا اتجاه المسير.
كنت أتحدث قبل يومين مع أحد الشباب الذي يرغب في المشاركة الإيجابية لبناء الوطن، قلت له: «هل تحسب ان من يحسن الكلام والكتابة ويتصدر المنابر هو الأكثر تأثيرا؟ ثق ان وراء الكواليس من هم أقوى تأثيرا من هؤلاء، تكون عباراتهم القليلة مصدر إلهام، وتوجيه لعشرات يخرجون الى الساحة، يتحركون يؤثرون بدفع وتوجيه من تلك العبارات القليلة التي تقال في «مقام الرأي».
العم صالح الشايع، كان محبا للأدب وأهله مكرما للعلم والعلماء، صديقا للكتاب والأدباء، لا يشعر جليسه بفارق السن معه، لشدة تواضعه، الذي تصاحبه مهابة قرن من التجارب، فهو شاهد بحق على أحداث قرن مضى. لم تتحقق له تلك الصفة بغير تعب، فقد كان كثير القراءة، حتى وهو في بومباي بالهند، حيث المراجع العربية والصحف ـ في الأربعينيات ـ قليلة، كان يقرأ الصحف الانجليزية القادمة من لندن، تصل سبعة أعداد عن أسبوع كامل في حزمة واحدة، فلا يتركها حتى يقرأها جميعا. في الكويت، كان مجلسه مع شقيقه العم عبداللطيف الشايع ـ يرحمهما الله ـ مقصدا للعلماء والأدباء، والباحثين عن مجلس يتخير فيه أطايب الكلام، كما يتخير أطايب الثمر.
ان الذين يعتقدون ان هذا الجيل قد انتهى مخطئون، فأمثال هؤلاء الكرام موجودون في كل فئات المجتمع، وإذا عرفوا ان مجلسا قد جمع أمثالهم قصدوه كما يفعل النحل بحثا عن رحيق أطايب الكلام، والفضل في ذلك ـ بعد الله عز وجل ـ لأصحاب تلك المجالس، في حرصهم على دعوة من يجمع تلك الشمائل، فيؤلف في مجلسه باقة جميلة، لا تلبث الأيام ان تسقيها بالمداومة واللطائف، فيتحضر لها روادها، ويتحفها أهلوها بالنوادر ما يجعلها واحدة من متع الحياة، واحة تستريح فيها النفوس من رهق صخب الأسواق، أسواق المال والسياسة.
يرحمك الله عم صالح، فقد علمتنا الكثير، وأقبلت على رب رحيم يقبل التوبة، ويتجاوز عن الزلة ويعفو عن كثير، نسأله لك الرحمة، والفوز بالجنة، آمين.
كلمة أخيرة:
كان رجل من أهل الشام يسير في السوق مع عمر بن عبدالعزيز، فسمع قارئا يقرأ عند دكانه: (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة) فمال عمر على أحد جانبيه ـ اختل توازنه ـ وكاد يقع، فأسنده الرجل.
اقرأ أيضاً