Note: English translation is not 100% accurate
لماذا لا تكون الجلسات كما في المحاكم واللجان النيابية؟
الأربعاء
2006/12/13
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
اثناء مناقشة الموازنة السنوية في البرلمان الاردني أمس الأول، تطور السجال بين اثنين من النواب وتشاجر اثنان منهم بالايدي، ثم بقذف اكواب المياه، واشتبكا في مصارعة بالايدي والارجل، وهذا الحال له شبيه في برلمانات اخرى عربية، حدث هذا في البحرين والكويت، والايام القادمة بما فيها من تسخين ربما تحمل مفاجآت من هذا النوع.
اللاعب الايطالي الذي استفز «زيدان» وبسبب في تلك النطحة التي خسرت بسببها فرنسا البطولة، قال امس: «نعم تعمدت استفزازه، وهذا امر طبيعي جداً».. وهي خطة ناجحة في ظل معرفة الآخرين بتكوين العرب الانفعالي الذي لا يتوقف في ردة فعله على الاجانب، بل هم يتقاتلون في العراق وفلسطين ولبنان، والعالم يتفرج على حماقتهم.
نعم، نحن نقترب في مجلس الامة الكويتي من معركة بالايدي واكواب المياه والكلمات الاقسى من اي اشتباك بدني، فالفرقاء يحشدون قواتهم على حدود المواجهة عبر ندوات، ويكسبون استثارة الخصم في مواجهة جماعية، معها كل وسائل القصف النفسي، اضافة الى الاساءات المعنوية للوزير (المستجوب الاول) بعد تسديد ضربات شخصية له في عمله التجاري.
هذا السيناريو المتكرر قديما، وحاليا، ومستقبلا، لا صلة له بمفهوم الرقابة، فالمضمون شيء والظاهر شيء آخر، والخاسر هو الوطن.
اللافت للنظر في حكاية البرلمان الاردني هو منعه الصحافة من نقل الجلسات وتصوير النواب، وهو امر جدير بالتوقف عنده، فالكثير من الاخوة النواب عندنا لا يحرصون على حضور جلسات اللجان البرلمانية كونها لا تحظى بالرعاية الاعلامية، ولهذا فان مناقشاتهم داخل الجلسات العامة للمجلس تجري تحت تأثير المتابعة الجماهيرية داخل القاعة وخارجها عبر التغطية الإعلامية المبالغ فيها.
ان المبالغة في الاعلان عن النفس وتوريط النائب نفسه في قضايا لم يكن يرغب في ان تصل الى ما وصلت اليه هما بسبب ذلك الاعلان المحموم، والتسخين اليومي عبر الصور والتعليقات.
ان البرلمان اشبه بالمحكمة، فهو يقضي في مصير الدولة، وليس الافراد، ومن اللازم التفكير في تطبيق نظام ابعاد الاضواء عن الجلسات، كما يحدث في المحاكم، وحتى في اللجان النيابية.
ان النواب بحاجة الى اجواء عمل على مدى سنوات عمر المجــلس، وللحملة الانتخابية وقتها، وليس من الحكمة ان تتحــول السنوات الاربع الى «ايام» حملة انتخابية، ويستطيع كل نائب ان يرتب لقاء دورياً في منطقته لاطلاع الناخبــين على جهوده ونشـــاطاته، ومن ابتــغى وراء ذلك فأولئــك هم «المبالغون».
كلمة اخيرة:
قيل لعمر بن عبدالعزيز: «ما تقول في اهل صفين؟»، وهي المعركة الأكثر ايلاماً في التاريخ الاسلامي كله، فقال: «تلك دماء طهر الله يدي منها، ولست اخضب لساني بها».
اقرأ أيضاً