Note: English translation is not 100% accurate
دارفور.. التحقيقات الدولية لا تسمح بتأخير المعالجة
السبت
2006/12/16
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
تقول منظمة هيومن رايتس «ان التفريق بين القوات الحكومية السودانية والميليشيات ـ الجانجاويد ـ امر عبثي، فالهجمات تتم بدعم جوي وارضي من الجيش بالهليوكبتر والمدرعات، ما ادى الى تهجير 830،000 مواطن من اقليم دارفور الذي يسكنه 7 ملايين نسمة ينتشرون في مساحة 160،000 كلم، يعيش اكثرهم على الرعي والباقي على الزراعة».
نعم، لا يمكن السكوت عن دعم حكومة السودان لاعمال القتل والاغتصاب والتطهير العرقي في هذا الاقليم الذي انفجر فيه الصراع عام 1989، ثم تجدد في عام 2004.
يقول امين عام منظمة هيومن رايتس الياباني تاكيرا ميودا «لقد نظمت الحكومة السودانية حملة علاقات عامة، لكن المعلومات الجديدة تؤكد ان مصداقيتها تساوي صفرا، ولا يمكن بحال من الاحوال قبول الجانجاويد الذين مارسوا اعمال القتل والاغتصاب كأعضاء في قوات حفظ النظام».
ثم دعت المنظمة الى تعزيز جهود نزع السلاح ـ نفس المشكلة في الصومال ـ ثم وضع خطط اعادة توطين المهجرين باشراف الاتحاد الافريقي، وذلك بالتزامن مع انسحاب المحتلين لمساكن ومناطق المهجرين.
ان منطقة دارفور منطقة اسلامية كاملة، ومع ذلك فإن اهتمام المجتمع الدولي بوقف المظالم فيها يفوق كثيرا اهتمام المسلمين في شكل غريب من اشكال التقصير الذي لا يتوقف الا اذا اظهر الغرب اهتماما، ويكون رد الفعل هو المعارضة الغبية، ففي الصومال استمر الاقتتال عشر سنوات وسط اهمال شديد من الغرب والمسلمين، ولما تدخل الغرب تعالت الاصوات «المنطقة فيها يورانيوم، لهذا جاء الغرب»، فلما رحل الغرب ساد الصمت والاهمال من جانبنا واستمر التناحر والاقتتال من جانب الصوماليين، شيء مشابه يحدث في دارفور، التي لا نكتفي بالتقصير بحقها، بل ادعى البعض ان تدخل الغرب بسبب وجود النفط هناك، وهو امر لم تزعمه حتى حكومة السودان التي عجزت عن معالجة الازمة، فاتجهت الى التحالف مع الميليشيات المعتدية في ابشع صور العجز، والاستسلام للبغاة، واعتبرت من يقاومون القتل والاغتصاب متمردين.
منظمة هيومن رايتس تدعو من يتشكك في معلوماتها للدخول الى موقعها الالكتروني للاطلاع على الوثائق والمقابلات مع الضحايا، وكلهم مسلمون، منهم المدرسة التي جمعت 40 طالبا وطالبة في اعمار 14 ـ 16 سنة ممن قتل اهلوهم، وقامت بايوائهم وتعليمهم، فاجتاحت قوات الجانجاويد المكان وقتلتهم عن آخرهم، واخذت المدرسة الى خيمة معزولة، وتناوبت اغتصابها، عقابا لها على مساعدة هؤلاء، واستطاعت الخروج من السودان لتكشف بشاعة ما يجري في هذا الاقليم المنكوب.
من جانبه، تحدث رئيس المحكمة الجنائية الدولية امام مجلس الامن عن الجرائم التي ترتكب في دارفور، وعرض الادلة التي توصلت اليها المحكمة عبر 600 شهادة من الضحايا واقاربهم، وبعض التحقيقات تمت بالتعاون مع الحكومة السودانية.
لقد كانت دارفور سلطنة اسلامية عريقة، لها تاريخ ناصع البياض، ومن اشهر سلاطينها السلطان علي دينار الذي كان ينفق على الحجاج وهو المقصود بتسمية «ابيار علي» لانشائه استراحة لهم في الميقات، ثم هناك السلطان هارون الذي تمرد على الخلافة العثمانية عام 1877، وبعد خروج الاتراك جاء الانجليز.
باختصار، لا يجوز ان نجامل الحكومة السودانية، وصديقك من صدقك، ففي حال الكوارث ـ طبيعية ام سياسية ـ يكون تدخل المجتمع الدولي محل ترحيب ولا معنى لرفضه الا زيادة المعاناة وتأخير العلاج.
كلمة أخيرة
الدور المشبوه لمحطة الجزيرة في تشويش المعلومات يحتاج الى فضح، فهي تصور الصراع في دارفور وفق موقفها المسبق القائم على انفصام الشخصية «الشيزوفرينيا» (شتائم للغرب واحتضان لقواته) الشيء نفسه في دارفور، تجاه مأساة الناس هناك، وتصوير اي مجهود لوضع حد لها انه مشروع انتخابي اميركي.
اقرأ أيضاً