Note: English translation is not 100% accurate
مبادرات أصحاب الثروات تجاه الآخرين.. نماذج متنوعة
الأحد
2006/12/17
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
قبل سنوات، وفي جلسة رمضانية، يدخل الناس فيها ويخرجون للمباركة بالشهر الفضيل، وقد لا يعرف بعضهم بعضا، استقرت الجلسة، وساد هدوء، فقال رجل بصوت مسموع موجها كلامه لصاحب الديوانية، والناس تستمع اليه: «والله تعبنا من هالسوق يابوخالد، ارتفع وارتفع، وفرحت لما وصلت قيمة اسهمي 18 مليون، بعدين 19 مليون، وقبل لا اوصل العشرين نزل الى 16، هذا مو سوق الواحد يثق فيه، حالة» واخذ يتأفف.
ثم ساد الصمت مرة اخرى، وبعد دقيقتين نهض اكثر الجالسين وهم يرددون «عساكم من عواده» وكنت ممن جلس بعدهم، فاذا بذلك المتحدث يتابع الخارجين بنظراته حتى غادروا، ثم التفت الى صاحب الديوانية قائلا: «هذيل ما راح ينامون الليلة، خو ماكو فلوس، بعد ماكو حكي!».
هذه الحادثة ذكرتني بما قرأته عن ذلك الخليفة الذي جلس في مكان مرتفع من قصره، فرأى رجلا يكتب على سور القصر من خارجه، فأرسل من ينظر ماذا كتب، ويحضره اليه، فجاء به الحرس وهو يرتجف من الخوف، فلما سألهم قالوا كتب هذا البيت من الشعر: يا قصر الشوم واللوم متى تكون خرابا وينعق فيك البوم؟ فلما سأل الرجل «لم كتبت ذلك؟» طلب منه العفو والامان، فقال له «انت آمن، تكلم»، فقال: «يا مولاي، اني رجل فقير، واذا نظرت الى هذا القصر وما فيه من خيرات ونعيم، لا يصلني منها شيء، ولا انتفع من خيره، قلت في نفسي، لو انه كان خرابا، لدخلته واخذت منه حطبا اتدفأ به واحجارا ابني بها لي دارا، ولست اصل الى شيء من ذلك ما دام القصر عامرا».
فقال الخليفة «لك منا طعامك وكساؤك كل يوم ورزق كذا صيفا وشتاء ما دام قصرنا عامرا» فرفع الرجل يده بالدعاء للخليفة بالسلامة والهناء.
باختصار، لابد من انتباه اصحاب الثروات الى واجبهم الاجتماعي، ليس من خلال الاعمال الخيرية والصدقات فقط، بل من خلال المبادرات ومنها على سبيل المثال مؤسسة عبداللطيف جميل، في المملكة العربية السعودية، ذلك الرجل الذي بدأ حياته عاملا بسيطا، يغسل السيارات، ثم انشأ محطة لغسيل السيارات، وانتهى به المطاف الى ان يكون وكيلا لسيارات التويوتا وتحققت له ثروة كبيرة نتيجة لشرائه مساحات شاسعة من الاراضي لاستخدامها كمواقف للسيارات التي يستوردها، وها هي مؤسسته تدعم الشباب لاقامة المشروعات الصغيرة على اساس المشاركة، فاذا نهض المشروع تملكه الشاب بالكامل، وقصص النجاح مذكورة على موقع المؤسسة بالانترنت، اضافة الى اعداد الطلبة لدراسة الماجستير والدكتوراه، في سـائر التخصصات ودرجات التعليم داخل وخارج السعودية.
سبق لنا الحديث عن نماذج كهذه، اشهرها في بلادنا رفيق الحريري، وفي الغرب بيل غيتس، اغنى رجل في العالم، الذي وضع برنامجا لانفاق كامل ثروته في العمل الخيري.
امثال هؤلاء يعالجون تلك الطبيعة البشرية التي عبر عنها الرجل صاحب بيت الشعر «الشوم واللوم» لتتحول الى دعاء لهؤلاء الناجحين بالمزيد من النجاح والتوفيق، فتزداد اسهاماتهم في فتح فرص النجاح للآخرين.
كلمة أخيرة:
في ملف دارفور، ترفض الحكومة السودانية الجهود الدولية، في حين تشارك هي في جهود الوساطة لمعالجة الازمة اللبنانية، انها «الشيزوفرينيا» تجتاح العالم العربي.
اقرأ أيضاً