Note: English translation is not 100% accurate
ندوة «العربي»
الاثنين
2006/12/18
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
حسنا، ما هو موقع المجلات ـ ككل ـ في زحمة المنافسة مع الاعلام المرئي؟ والسؤال الأكثر استحقاقا تجاه المجلات المتخصصة، في الثقافة والاقتصاد والتاريخ والسياسة، هو اين موقع هذه وتلك في زمن تخصصت فيه محطات فضائية بكل فرع من تلك المجالات؟ يطرح هذا السؤال نفسه بمناسبة ندوة مجلة «العربي» الحاشدة التي تتناول دور المجلات الثقافية في الاصلاح الثقافي، والتي تنعقد لثلاثة أيام في الكويت.
ان المحطات الفضائية، والاعلام المرئي الذي يشمل ـ في رأيي ـ الصحافة اليومية بنسبة كبيرة، تقوم هذه جميعا بتشكيل «الرأي العام»، بينما يقوم الكتاب والمجلة بتشكيل «قادة الرأي العام»، في كل تخصص على حدة.
هؤلاء «القادة» لديهم معلومة «اقتناع» ينبني عليها رد فعل وتحرك، بينما لدى العامة معلومة «اطلاع» تمكنهم من ابداء الرأي بنعم او لا.
لهذا، فان اهتمام مجلة «العربي» في ادارة «القرص» ليدور الاهتمام من جديد حول «المجلة» بعد ان تباطأ زمنا، هو تحرك الاتجاه الصحيح، وقد شملت اعمال الندوة تخصصات كثيرة، تناولت المجلة الثقافية الادبية، في عدد من البلاد العربية، وتلك الصادرة في بلاد المهجر، واخرى عنيت بشأن المرأة، وثالثة حولت «الكتاب» الى مجلة، ورابعة ذات منحى اسلامي، مثل «الوعي الاسلامي» و«النور» في الكويت، وعشرات غيرهما خارجها.
اذكر اننا التقينا الشيخ التسخيري وهو من علماء ايران البارزين، فوصف مجلة العربي قائلا: «قرأتها وانا شاب، وقد شبت، ولاتزال هي شابة».
التواصل بين اوصال الامة الاسلامية، والشعوب العربية هو ثمرة هامة في زمن تجزأت فيه أوصالها سياسيا، فاذا نجح الاقتصاديون بالربط بين تلك «الاوصال» في شؤون المعاش، ونجح المثقفون في استكمال ذلك في ميدان «القناعات»، فاننا قد نخفف شيئا مما فعلته السياسية التي كانت «خطيئة» انظمة، وتحولت اليوم الى خطايا في شارع لا عقل له الا الغرائز.
لقد عملت رئيسا لتحرير مجلة «النور» الصادرة عن بيت التمويل الكويتي لفترة 21 عاما ـ فترة عملي في المؤسسة كانت 15 سنة، والباقي من خارجها ـ وفي تلك الفترة، رأيت حجم التأثير الذي تحدثه المجلة في تحقيق التواصل، حيث شاركت مع العم احمد بزيع الياسين حضور اجتماع للبنوك الاسلامية في الجزائر عام 1989، وفي تلك المناسبة دعينا للحديث في ندوة عقدت في الجامعة الجزائرية عن البنوك الاسلامية، وتجربة بيت التمويل الكويتي، جاءت اغلبية اسئلة الطلاب حول مجلة «النور»، التي كانت تصل اليهم بانتظام، ويتفاعلون معها بالقراءة والمراسلة والكتابة.
باختصار، نحتاج الى اعادة «المجلة» الى موقعها، وهي صنو الكتاب، ورفيقة دربه، حتى لا يجرفنا التسطيح الثقافي، فتكون جماهيرنا الغفيرة في قبضة قلة تقرأ، وتقود من لا يقرأ حيثما شاءت، وقد تفرض على الناس اجتهادات غير سليمة في ظروف غير بريئة من الاهواء.
تحية الى مجلة العربي لحسن التنظيم، ولتواضعها في جعل محاضرة «مجلة العربي مرآة العرب على مدى خمسة عقود» في ختام اليوم الثالث من اعمال الندوة، لنجدد المسيرة مع مجلة عشنا معها، وهي تعيش معنا ـ عندي من العدد 1 ـ 157 من اصداراتها ـ ولابد من استئناف النهل من تلك الاصدارات النافعة.
كلمة أخيرة:
استعمل عمر ( رضى الله عنه ) ابا هريرة على البحرين، فلما رجع حاسبه على زيادة في ماله، فقال: «خيل لي نتجت، واعطية تتابعت رواتب.
فنظر عمر، ووجدها كما قال، ثم استعفاه من العمل، فسأله عمر عن السبب، فقال: «اخشى ان اقول بغير علم، واقضي بغير حكم، ويضرب ظهري، ويشتم عرضي، وينزع مالي».
اقرأ أيضاً