Note: English translation is not 100% accurate
الخطاب الإسلامي.. إذا سلم من الهوى
الأربعاء
2006/12/20
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
في بعض الحوارات التي تدور بين الاسلاميين، أو عندما يكون خطابهم موجها إلى الآخرين، ألاحظ في وارد المناقشة في الأمور الشرعية، أو توجيه الخطاب، تتبعا وحرصا على استحضار الغريب من الاخبار والمسائل، بل والمصطلحات التي يتم ترتيب ـ ربما ـ فتوى يكون المصطلح هو مصدر الالهام لها، مثل «الصائل» وغير ذلك، وهو أمر يتطلب التفاتة الى الهدي النبوي الكريم في هذا المقام.
ومازلنا في أيام الحج، فلننظر الى سؤال أحدهم للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) عن أبلغ الدعاء في يوم عرفة، فقال له: «اني أسأل الله الجنة وأعوذ به من النار» وقال لعمه العباس الذي سأله الدعاء، وكان يتوقع الاسهاب والافاضة في العبارة، واذا بدعاء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) له: «اللهم ارزقه العفو والعافية»، وعندما سمع أعرابي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يدعو الله عز وجل، وبجانبه معاذ بن جبل يدعو الله بكلام لم يفهمه، فقال: «يا رسول الله، اني لا أعرف دندنتك ولا دندنة معاذ، ولكني أسأل الله الجنة، وأعوذ به من النار».
فقال له عليه الصلاة والسلام: «حولها ندندن يا أعرابي».... في صورة رائعة من صور التواضع، والذهاب مباشرة الى مقصود العبادة.
ان استحضار بعض الشباب للمصطلحات الغريبة، واسترجاع قضايا غير نشطة في واقع الناس أمر يمكن ارجاعه الى الملل، أو الفضول واعتقاد ان فهم الصالحين الأولين مرتبط بلغة واصطلاح، ولا ينتقل ذلك الفهم الا بتلك اللغة، متناسيا أن لكل زمان لغة ومصطلحا، وربما انتقل نفس المعنى الى شرائح أوسع من دائرة معارفه ومريديه ومعجبيه، الى «الكافة» من مختلف الفئات والاعمار باستعمال لغة الزمان.
ان ذلك يعني مراجعة الخلجات، وتنقيتها من رغبة الابهار وما يمكن تصنيفه في دائرة الشهرة المذمومة.
قد تكون هذه المسألة دقيقة، ولكن ألم يقل الأولون «الشرك أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الملساء في الليلة الظلماء» وليس يكشفها الا تسليط ضوء مصباح مركز.
من جانب آخر، تجيء بعض الكتابات في الجانب الفقهي ـ كما في اسقاط القروض ـ غير بعيدة عن تأثير السياسة، بدليل ان بحثا طويلا حول هذا الأمر، يدافع عن اسقاط القروض، ثم يختم الصفحات الكثيرة بدعوة الدولة للعمل على منع تكرار تلك القروض وعدم تشجيع الناس على التعثر بمثل تلك الالتزامات، وهي خاتمة تكشف عدم القناعة بهذا الأمر برمته، وانما جرت الكتابة فيه تحت تأثيرات شتى!
وقد رأينا مثل تلك المواقف من اسلاميين عرب، ابان احتلال الكويت، فمن كان منهم في الاردن تأثر بموقف حكومته، أو الناس في بلده، ومن كان في مصر تأثر بموقف الناس في بلده، المتأثرين أيضا بموقف الحكومة هناك، وصرت تقرأ آراء متضاربة، كلا منها يزعم وصلا بالطرح الاسلامي، وقل من سلم منهم من تأثير الاجواء المحيطة وقام بشهادة يقف بها بين يدي مولاه يوم الدين في يوم «وحصل ما في الصدور».
كلمة أخيرة:
كتب عمر ( رضى الله عنه ) الى أهل حمص: «اكتبوا لي فقراءكم» فكتبوا اليه أسماء الفقراء، وذكروا فيهم عمير بن سعد ـ وكان واليا عليهم ـ فلما قرأ اسمه قال: من عمير بن سعد؟!
قالوا: أميرنا.
قال: أو فقير هو؟!
قالوا: ليس أهل بيت أفقر منه.
اقرأ أيضاً