فيصل عبدالعزيز الزامل
تحت عنوان «أسواق الخليج بحاجة لإجراءات تكبح جماح المضاربين، وتجتذب المستثمرين»، تناولت جريدة «الراي» قضية مهمة لسلامة الأسواق سواء للأسهم أو للعقار بالنظر إلى أن المتضرر في الحالتين هو مواطن إما اختطف مدخراته سوق الأسهم، أو سرق المضاربون منه بيت العمر بعد ان رفعوا سعر الأراضي السكنية إلى معدلات لا تتحملها قدرته مهما اقترض وتحمل من ديون هو وزوجته، لا تكفي لملء جيب ذلك المضارب الشره.
الوظيفة الأساسية للسوق المالي والعقاري هي التداول الطبيعي، بينما يتعامل المضاربون معه كوسيلة لاصطناع سعر غير طبيعي، حدثني أحدهم عن تجربته في أحد أسواق الأسهم الخليجية، قال: «كان سهم إحدى الشركات يصعد، وأحد كبار الملاك في تلك الشركة يبيع بقوة».
سألته: «لماذا تبيع وسهمكم طالع؟».
قال: «ليش يطلع؟».
قلت: «انت أدرى».
فقال: «بسبب الخبر اللي نازل اليوم، أنا اللي ناشره، خل هالغنم يشترون وأستفيد».
في هذا السياق يجيء خبر جريدة «الراي» هذا الأسبوع: «ذكرت مصادر أمنية للراي أن آلية متابعة الثراء المفاجئ وغسيل الأموال تتم عبر تنسيق بين جهات عدة، هي بنك الكويت المركزي والإدارة العامة للمباحث الجنائية، بعد استصدار اذونات النيابة العامة للمباشرة بالتحقيق وإعداد ملف للمشتبه بهم، حيث تمت إحالة 140 حالة حتى الآن..»، هذا الاجراء أصبح ضروريا لحماية المجتمع من المتلاعبين ليس في مسألة اقتصادية دولية فقط (غسيل الأموال) ولكن أيضا محلية، تخطف المدخرات وتصف المواطنين بأنهم غنم، في سوق الأسهم، ومثل ذلك في سوق العقار عبر تبادل قطع العقار بين عدد من المكاتب والشركات بهدف خلق حركة مصطنعة لا تلبث أن تتحول إلى حقيقية بفعل فاعل، وترفع معدلات التضخم التي أمكن خفضها لمدة عام ونصف العام تقريبا.
إن طرفي المعادلة «متضرر/ مستفيد» فما هو ضار بالنسبة للمضاربين يعتبر مفيدا لعموم المواطنين، وهم الشريحة الكبرى والفئة المغبونة، ولابد من الوقوف معها، رضي المضاربون أو سخطوا.
كلمة أخيرة:
من أول جلسة تحقيق في موضوع تداولات الأسهم بسوق نيويورك، ظهرت براءة الشركات الكويتية، ورفع الحجز عن أرصدتها، لأن القضية بنيت على غير أساس سوى الإثارة الصحافية التي ذهب ضحيتها مواطن بريء تم التركيز عليه، وكان الصحافيون يلاحقونه وأمثاله طلبا للخبر، فإذا لم تنجز صفقة وهو أمر معتاد، اتهموه بأبشع التهم التي لا يتحملها الإنسان النظيف، وتلقفتها أيد لا تعرف لغة الاعتذار حتى بعد ظهور البراءة، ولا تهتم بدعوات أم على من تسبب في فقدها لابنها، وعائلة متأثرة بما لحق اسمها من تشهير لا تستحقه، لما عرفت به من كريم سمعة هي كالعطر الشذي.
(أكتب ذلك بغير أن أتشرف بعلاقة مع عائلة «حازم» الكريمة ولا مع سوق الأوراق المالية بأكمله، ولكنه أداء واجب، ولا خير فينا إن لم نسجل تلك الزلة القاتلة من قبل البعض).