Note: English translation is not 100% accurate
الحج
الأربعاء
2007/1/3
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
فوجئ الحجاج بالبرد الشديد، كما فوجئوا أيضا بتنظيم منطقة المرجم بشكل جيد، وفوجئوا ـ والجهات الرسمية ـ بزيادة الاعداد الى 4 ملايين وكانت التوقعات في حدود 3 ملايين، أو أقل قليلا، كونها حجة جمعة، استقطبت من داخل المملكة اعدادا اضافية، من مواطنين ومقيمين، رغم أنه لا يوجد نص واحد صحيح بأفضلية هذه الموافقة، سوى القيمة المميزة ليوم الجمعة طوال العام.
حملات الحج الخليجية تميزت بالتنظيم الجيد، وسمعت بمثل ذلك في حملات أخرى من مصر والمغرب، وهو أمر حسن للتيسير على الحجاج، بغير مبالغة في مظاهر الرفاهية التي لا صلة لها بتيسير أداء الحج الذي يقوم أساسا على المساواة في اللباس وسائر المناسك، لإظهار وحدانية العبادة ووحدة العباد، كهدف أسمى للحج وتلك المظاهر تخدش من ذلك الهدف.
الحج ليس عبادة روحانية بحتة، كما هو الحال في شهر رمضان، فهو يتعامل مع الجسد والانضباط السلوكي من طاعة محكمة، فاللسان منضبط (لا جدال في الحج) ومواعيد الحركة منضبطة (يوم التروية، موعد الانصراف من عرفة، فترة الاقامة في مزدلفة.. إلخ).
ومن متطلبات الانضباط التخطيط لكل أعمالك الحياتية بعد عودتك من رحلة الحج، حيث تعلمت في تلك الرحلة أنك اذا لم تأخذ معك تجهيزات معينة فقد تقضي الليل في العراء في مزدلفة، أو تصيبك الشمس في نهار عرفة ـ في سنوات الحر ـ أو تضل الطريق ولا تعود الى موقع الحملة بسبب تساهلك في الانضباط وعدم حملك العناوين واتباعك الارشادات.
إذن، هي رحلة كشفية تساعد على تطوير المهارات المعيشية، وما يسمونه اليوم «اختبار القدرات» وهم يمارسون ذلك التطوير بالغرب في مخيمات، من يذهب اليها فإنه لا يتوقع نفس ظروف المعيشة التي اعتادها طوال العام، وهذا المعنى بدأ يغيب عن بال البعض مع تسابق الحملات في اراحة الحجيج، فارتفع سقف التوقعات الترفيهية بشكل لا يتواءم مع هذه المعاني.
انها عبادة مميزة، يحتاج اليها الانسان للخروج من عادات ضارة تسللت الى حياته، ويعجز عن قهرها، فإذا وجد في بيئة جماعية أدرك أنه يستطيع أن يقهر ذلك الضعف ويسترجع المبادرة في ادارة شؤونه المعيشية من جديد.
كل عام وأنتم بخير.
كلمة أخيرة:
قالت الفلبينية ـ في البيت ـ لأحد أفراد أسرتنا الصغار «صدام مسكين».
قلت لها: «لازم يكون عندكم سبعة أسابيع بدلاً من سبعة أشهر كما حدث معنا، وتفقدون ألفا من أقاربكم ويتشرد نصف شعبكم، ام أنكم تصدقون بغير حاجة لكل هذه الخسائر؟!».
نعم، لقد قتل صدام ابن خاله الذي رباه، وكان له أبا وأما، فقتل ابنه عدنان خير الله، ولم ينج من غدره أقارب ولا شعوب ولا دول، من أحسن اليه فهو عدوه، ومن يترحم عليه فهو فريسة محتملة له، لو طال به العمر، وطالته يداه الآثمتان.
اقرأ أيضاً