فيصل عبدالعزيز الزامل
عاشت الكويت ليل أمس الأول مأساة كارثية في منطقة الجهراء فقدنا بسببها أكثر من 41 نفسا عزيزة، وبالنظر إلى تكرر نفس النمط من الحوادث بين يناير من العام الماضي وحادثة أمس الاول ـ الاثنتان وقعتا في موقع لحفل زفاف ـ فإن الألم يتضاعف كون الضحايا من النساء والأطفال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، هذا التكرر يفرض ممارسة قدر أكبر من الحزم مع الأسباب التي أودت بتلك الأرواح، وأبرزها:
- ـ الرقابة الصارمة على سائر مواقع الحفلات من حيث التجهيزات (كفاءة المداخل والمخارج ـ منع إشعال النار تحت أسقف قابلة للاشتعال كالقماش والمواد المشابهة..إلخ).
- ـ تدريب الشركات المتخصصة في الحفلات للتعامل مع الطوارئ (كنت في محطة وقود بالجهراء قبل سنوات، واشتعلت النار في سيارة بالصيف، أعجبتني سرعة التصرف حيث رأيت عمال المحطة وسيطرتهم على آلات الضخ بلمح البصر).
- ـ كان للسجاد المفروش دور كبير في تعثر المتدافعين، إضافة الى قلة المداخل، ما يستلزم استخدام بديل مناسب.
- ـ كان طول الخيمة لا يتعدى 15 مترا، احتشد فيها كم كبير جدا، وكونهن نساء لم تترك الخيمة مفتوحة الجوانب.
- ـ سرعة امتداد النار لا يمكن تصورها، خلال دقيقتين فقط انتشر اللهب في سائر الخيمة.
- ـ يقول أحد المشاركين في الإطفاء «منذ 30 سنة وأنا في هذه المهنة لم يمر علي مثل هذا الحادث، كأننا بساحة حرب».
- ـ نشر الخبر ليلة الحادث على الفضائيات أدى إلى احتشاد مكثف أعاق حركة سيارات الإسعاف والإطفاء والمرور.
- ـ توتر بعض المواطنين زاد من تعقيد المشكلة، حيث نشأت «خناقات» بسبب قيام البعض بالتصوير.
باختصار، لا يمكن أن تمر هذه المأساة الأليمة بغير تغيير في أسلوب التعامل مع الكوارث، سواء كانت حريقا أو غيره، ولا يجوز ترك الأمر للتجارب كي نتعلم كل مرة على حساب أرواح عزيزة، هناك مراكز متخصصة في الدول المتقدمة، لابد من نقل تجاربها في مركز ينشأ لهذا الغرض، ليختصر المعاناة ويطبق مبدأ «الوقاية خير من العلاج» على الأرض، ويمنع التعامل مع الكوارث بأسلوب ردود الأفعال.
نسأل الله الرحمة والمغفرة لمن توفاهم الله في هذا الحادث، ونتقدم بالعزاء لأسرهم، راجين الشفاء التام للمصابين والعودة إلى ذويهم سالمين.
كلمة أخيرة:
صرح مسؤول عراقي لجريدة الشرق الأوسط: «إيران تطالب بمدن عراقية وتجاوزت خط التالوك الذي يقسم شط العرب بيننا».. التعليق «تكرار الحديث عن أطماع عراقية في الكويت حرك القاعدة العظيمة «الجزاء من جنس العمل»، وبالنسبة لمن يقول «هذه الأمور قديمة في نفوسهم قبل عهد صدام» أقول: «نعم، منذ تدفق النفط وليس قبله، فهي ليست مطالبات تاريخية تستحق البحث والتقصي، بل هي أطماع لصوصية صرفة، قبل النفط كانوا يبيعون مياه الشط لأهلنا رغم أنها مياه تركية، الفائض منها يصب في البحر، واليوم اختلطت مياه البحر بكامل مياه الشط، نعم، الجزاء من جنس العمل».