Note: English translation is not 100% accurate
نجحنا هناك وفشلنا هنا
السبت
2007/1/13
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
قام الشيخ خليفة بن سلمان رئيس وزراء البحرين برعاية حفل افتتاح المرحلة الاولى من مشروع الدرة في البحرين الذي تم بموجبه استصلاح اراض ومسطحات مائية كمساكن وممرات مائية مرتبة، بتمويل وادارة من بيت التمويل الكويتي، وقال وهو يتفقد المنشآت والمنجزات: «هذا الشغل الصحيح، بعض البنوك الاجنبية موجودة في البحرين منذ مائة سنة ولا اثر لها في المشاريع» انتهى.
لقد اخذت العديد من الشركات الاستثمارية والبنوك «الكويتية» منحى جديدا في السنوات الاخيرة يتصل بإقامة مشاريع البنية الاساسية في عدد من دول المنطقة، ولا يمر اسبوع دون الاعلان عن قيام واحدة من تلك الشركات الكويتية ببدء اعمال التطوير في مملكة البحرين ودولة الامارات وسلطنة عمان والاردن ومصر والسودان.
هذا الجيش «الكويتي» الاستثماري القادر على توفير الخدمات التقنية في الاتصالات والدعم اللوجستي للمصارف في شبكاتها هو عاجز عن تقديم هذا الدعم لجهود الإعمار داخل الكويت على النحو الذي يمارسه بسلاسة خارجها. وبهذه المناسبة اعرف شركتين كويتيتين في مجال الكمبيوتر وخدمات التراسل الالكتروني وهما تعملان وفق احكام الشريعة، فيما يتعلق بالتمويل، ومع ذلك فالاولى تخدم 55 بنكا تقليديا واسلاميا في الشرق الاوسط، والثانية تخدم 11 بنكا في الكويت، مع فروع بنوك اجنبية.
الشركات الاستثمارية الكويتية العاملة في مصر هي الرديف الاستراتيجي للجهود الرسمية الكويتية، بما توفره من وظائف تتجاوز 100,000 وظيفة داخل مصر، وهي لا تعمل في المجال الاستهلاكي ولا حتى السياحي فقط، بل في قطاع الكهرباء في دمياط وخدمات الاتصالات الارضية، وليس «المحمول» فقط.
شيء مشابه تقوم به الشركات الكويتية في السودان، حيث عقد قبل شهر ونصف الشهر اجتماع حاشد للمستثمرين الخليجيين، وفي الوقت الذي كان فيه حضور دول الخليج بقيادة وزراء وجهاز اداري رسمي منظما، وهو شيء جيد، بل ورائع، فإن اللافت للنظر هو ان الجانب الكويتي كانت القيادة فيه للشركات وليس للحضور الرسمي، حيث تقوم هذه الآن، بتطوير صناعة اللحوم هناك وتستثمر في مجالات الطاقة والنقل والاتصالات وبناء المساكن وتبعث الحيوية في النشاط المصرفي السوداني.
هذه الشركات لا تقذف المال في البحر، فهي تدرس تلك الفرص الاستثمارية، وتتعامل معها الدول المضيفة على هذا الاساس، الامر الذي لا تستطيع الكويت «الرسمية» تحقيقه، كما نعلم.
ان هذه القدرات على التخاطب «العملي» شجعت هذه الشركات على الدخول في دول ذات انظمة اشتراكية الطابع مثل سورية وليبيا، وبلغ الامر في احداها ان تفوز شركة «حكومية» بالمرتبة «الاولى» في مناقصة لمشروع قيمته 200 مليون دولار، وتأتي شركة «كويتية» بالمرتبة «الثانية»، واذا برئيس الوزراء يدعو رئيس الشركة الكويتية ويبلغه: «قررنا ترسية المناقصة عليكم، بسبب الكفاءة من جانب، ومن جانب آخر لا نستطيع معاقبة الشركة الحكومية اذا فشلت، اما انتم فهناك نظام الكفالة والجزاءات القانونية، ولكم خبرة جيدة نحن بحاجة اليها» انتهى.
السؤال، نحن نتحدث باستمرار عن الاموال الكويتية التي يستفيد منها الآخرون، ولا تستفيد منها الكويت بينما لا يتحدث احد عن الاموال الاستثمارية والخبرات الكويتية التي عمرت واضافت في الخارج، وهي تنزح باستمرار، يوما بعد يوم، خارج الكويت، هذه الاموال هي ممتلكات القطاع الاهلي، الافراد، الموظفين الذين اشتروا اسهما في تلك الشركات، فهو ليس قطاعا خاصا بالمعنى الاستفزازي الذي يحلو للبعض ترديده، بل هو قطاع «اهلي» والخبرات العاملة فيه من ابناء الكويت وليسوا من شركات اميركية ولا انجليزية، فلماذا يضطر هؤلاء لقضاء نصف العام او اكثر خارج بلدهم لتنفيذ مشاريع يحتاج اليها بلدهم بشدة؟ لقد ادت مكافحة الفساد بطريقة هوجاء الى خلع الضرس السليم، وهجرته من الوطن، اما الفاسد فهو اليوم مستقر في جسم الوطن أكثر من اي وقت مضى، بكل اسف.
ما علينا، الحكي ضايع، مبروك لنجاحكم يا شباب، وهنيئا للسودان والاردن وكل الاشقاء بأبناء الكويت وثرواتها.
كلمة أخيرة:
كتب عمر الى ابي موسى رضي الله عنهما: «اياك والقلق والضجر والتأذي بالناس، والتنكر للخصوم في مواطن الحق التي يوجب الله بها الاجر، فانه من يخلص نيته بينه وبين الله عز وجل، يكفه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين للناس فيما يعلم الله خلافه منه، شانه الله، وهتك ستره، فما ظنك بثواب عند الله في عاجل رزقه، وخزائن رحمته؟ والسلام».
اقرأ أيضاً