Note: English translation is not 100% accurate
«مؤتمر مكافحة الفساد» في الكويت
الأحد
2007/1/14
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
تحت رعاية صاحب السمو الأمير، يحفظه الله، تعقد جمعية الشفافية الكويتية مؤتمرا حاشدا هذا الاسبوع، بمشاركة جهات دولية متخصصة في مكافحة الفساد، ابرز مواضيع المؤتمر «مناهضة الفساد داخل المؤسسات الحكومية»، و«دور ديوان المحاسبة في محاربة الفساد» و«لعبة المجرمين، البحث عن شركاء فاسدين» و«الفاسدون كيف يحصلون على الصفقات».
يشارك في المؤتمر متخصصون من هونغ كونغ والجزائر وبريطانيا وفلسطين والاردن وباكستان.. الخ، ما يشير الى ان تراكم الخبرات في هذا المجال كبير جدا، وهو متوافر اذا ما صدقت النوايا، وتضافرت الجهود.
المكافحة الذكية للفساد تقضي بدعم الايادي النظيفة، فهي شريكة في حملة المكافحة، وبالعكس اذا تمت ملاحقة النظيف والتشكيك به من خلال ترصد اخطاء العمل التي لابد منها لكل من يتعامل مع الخدمات العامة.
ان لدينا ثقافة عامة خطيرة في موضوع الشفافية، تمتدح «اللي يخلص شغله بالدفع» وتعتبر من يكافح لتحاشي الفساد ساذجا، وهي ثقافة مميتة للبلاد، مدمرة للبيوت، وقديما قيل «ماجاء بالحرام راح بالحرام» ويقول لي صديق محام في دولة خليجية، له خبرة طويلة في النزاعات القضائية: «ان الشعار الذي انتهيت إليه بعد هذه السنين هو ان ما جاء بالتحاوش ذهب بالتهاوش، وذلك في صراعات الجيل الثاني» انتهى.
اننا اليوم امام نقلة في مواجهة الفساد، بدخول المؤسسات الى جانب الافراد الصامدين والذين يصرون على النظافة، صونا لبيوتهم ولدنياهم وآخرتهم، فهؤلاء هم اكثر الناس سعادة بقيام مؤسسة مثل جمعية الشفافية الكويتية بتتبع الثقوب والخروقات الواسعة، وهو عمل منهجي لا يستطيعه الافراد.
نحن بحاجة الى هذه الجهود لضمان استمرار عملية البناء والتطوير في البلاد بغير اضطراب الغاء العقود الذي ـ رغم وجود مبررات منطقية له ـ انعكس سلبا، وبقوة على مسيرة البناء، الامر الذي يتطلب تقوية اجهزة المتابعة للعقود، على النحو الذي نتحدث عنه كثيرا في «تذليل العقبات امام المستثمر الاجنبي» الذي هو عملة نادرة، بينما المستثمر المحلي هو الاقرب الى توطين الاستثمار والخبرات الوطنية.
انه ما من قرار تنظيمي الا وتتبعه فرص فساد لا حدود لها، حيث تنشأ فرصة الرشوة من مخالفة ذلك القرار، الامر الذي يتطلب التعامل مع المخالفات بأحد طريقين، إما من خلال تقنين دفع مساهمات ـ بالنسبة للمشاريع ـ في الخدمات العامة للحصول على الاستثناء، كما هو الحال مع نسب البناء، او من خلال قيام لجنة مختصة بالاشراف على الاستثناءات ـ في كل جهاز ـ وإبعاد الضغوطات عن المسؤول المنفرد، ومن يتبعه في الجهاز من افراد قد يكونون عرضة للاغراءات ومن ثم للانحراف والفساد.
ان رعاية صاحب السمو الأمير، يحفظه الله، لهذا المؤتمر تعني توجيه رسالة واسعة الانتشار الى الاجهزة الحكومية، يلتقطها الموظف المخلص النظيف بأن وطنه يدعم سلوكه، ويلتقطها من تورط في الانحراف كي يثوب الى رشده قبل فوات الاوان.
واخيرا، المواعظ والنصائح تحقق نصف المهمة ولكن «من أمن العقوبة أساء الأدب»، فلتكن المكافأة للنظيف والعقوبة للمسيء اداتين نشطتين في هذا البلد حتى «يأمن الاخيار ويحذر الاشرار».
كلمة اخيرة:
لما ابطأ فتح مصر، كتب عمرو بن العاص الى عمر ( رضى الله عنه ) يستمده، فأرسل اليه جيشا وكتب له: «ارسلت لك اربعة آلاف رجل، على كل ألف منهم رجل بمقام ألف، الزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، وعبادة بن الصامت، ومسلمة بن مخلد».
ان اختيار القادة ضمان لنجاح الجيش، وكل عمل في اي مؤسسة او وزارة.
اقرأ أيضاً