Note: English translation is not 100% accurate
قراءة التحليلات للمراسلين الأجانب
الاثنين
2007/1/15
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
عندما يقرأ الكاتب الصحافي تحليلات وتقارير صحافية، مترجمة، ليستقي منها معلومات حول مسائل اقليمية او دولية، وتكون تلك المعلومات منقولة عن صحافي اجنبي اقام فترة في هذا البلد العربي او ذاك من بلاد الشرق الاسلامي، فإن تلقي نظراته ونقل معلوماته على انها «نهائية» فيه شيء من التفريط، ولا أقصد هنا التقليل من مهنية اولئك الصحافيين الاجانب، الا انهم كمن يلتقطون صورا من نافذة طائرة هليوكوبتر تحوم في الاجواء، بينما انت تسير بين الناس، تجالسهم، وقد عشت معهم عشرات السنين، كيف يمكن ان يكون فهمه لهم ـ من الطائرة ـ اكثر من فهمك؟ معلوماتك ميدانية، فاذا كنت من النوع المهني، وليس الانطباعي، تميل الى الموضوعية، وتحترم القارئ فإنك ستنقل من الواقع ما لا يستطيعه مراسل يحشد معلومات تشبه الكلمات المتقاطعة، يعبئ الفراغات التي يعجز عنها بشيء من الهذيان، عندما يثقل رأسه (..) ثم يقذف بذلك الى المطبعة، فإذا بالبعض عندنا يعتبره مرجعا وثائقيا ورأيا له مصداقية.
بعبارة اخرى، الاختراق الصهيوني للعقل العربي يعتمد كثيرا على مرض نقص المناعة الثقافية والمطلوب هو تنشيط جهاز المناعة، وبالذات في الاوساط الصحافية العربية، فالعرب لا يقرأون الكتاب، ولكنهم يلتهمون الجريدة، يعتبرونها مرجعا لآرائهم، ولهذا تجدهم في لبنان ـ على سبيل المثال ـ يستخدمون المصطلحات الصحافية في خطاباتهم، كنواب ووزراء وحتى رجال دين مسلمين ومسيحيين، وكأنهم صحافيون، من عبارات «الاصطفاف» و«الاقصاء».. الخ.
نعم، من الطبيعي ان تتأثر مكونات المجتمع بعضها بالبعض، ولكن الانقياد المطلق في ظل اختراق تلك الساحة من قبل آخرين لهم «أجندة» خاصة، هذا الانقياد لا يتناسب مع المهمة الضخمة المناطة بتلك القيادات لتعديل المسار، والخروج بالناس من ازماتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ان قراءة التقارير الاجنبية تتطلب من القارئ الاقتراب منها لفترة ثم الابتعاد، للتفكير باستقلالية بل وبالكثير من الحذر، فإن الوقوع في أسر «فقاعة» يبتكرها الآخرون يجعلنا صيدا سهلا لمختبرات سياسية اجنبية، تتعامل مع التناقضات التي نعاني منها باحتراف كبير.
ان المنطقة، او بعضا من دولها، تدار عبر احزاب ذات منطلقات فكرية، الامر الذي يضاعف من وزن رسالة الصحافيين في بلادنا، فان اشتعال حريق في جانب من البلدة هو سبب للنجدة واطفاء الحريق، هذا ما يراه ابن المنطقة، في حين يراه المراسل الاجنبي مادة لنشر الحرائق، والتبشير بالمزيد، فهو بغير تلك الاخبار والتغطيات سيكون عاطلا عن العمل.
نعم، نحن لدينا استعدادات هائلة للشحن، وكذلك كان حال اوروبا في القرون الوسطى، تكفي تهمة «الهرطقة» والكفر لحرق الناس في الميادين العامة، حتى وان تمثل في اعلان جاليليو ان الارض ليست مركز الكون، وانها تدور حول الشمس.
نحن نعيش اجواء مشابهة، فهل نحتاج لمائة عام للوصول الى ما وصلوا اليه عبر حروب اوروبا الكثيرة والتهجير والاقصاء التي عاشتها ردحا من الزمن؟
كلمة أخيرة:
دخل المطلب، ومعه ابن له قادما من سفر، لم يعرفه اهل مكة فأسموه «عبدالمطلب» (أي خادمه)، وهو جد النبي ( صلى الله عليه وسلم )، وكانت العرب لا ترى في كلمة «عبد» إلا معنى «خادم» فإن كانوا قد تجاوزوا وجعلوا الخدمة «سخرة» أبدية فقد أبطل الاسلام ذلك «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا».
لهذا، فإن اسم عبدالرسول الذي تجده في بعض البلاد الاسلامية السنية والشيعية، وعبدالحسين وغيرهما، انما تجيء من باب خادم الرسول وخادم الحسين، هذا اذا اردنا الحقيقة، اعاذنا الله واياكم من الاهواء والغلو في التفسير.
اقرأ أيضاً