Note: English translation is not 100% accurate
إيران.. «التصريحات» أفقدتها موسكو وغيرها
الثلاثاء
2007/1/16
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
ألا يستحق تصويت مجلس الامن بالاجماع ـ 15 صوتا ـ بفرض العقوبات على ايران وقفة تأمل؟! فهذا الاجماع النادر تحقق رغم وجود تباين بين واشنطن من جهة وموسكو مع فرنسا من جهة أخرى داخل مجلس الأمن في وارد الملف الايراني، وصل الى بيع الروس المعدات الاساسية لايران، لمساعدتها على بناء المفاعلات النووية، ومع ذلك حدث هذا التغير اللافت للنظر.
لقد كان ولع الرئيس الايراني باطلاق التهديدات يمنة ويسرة سببا في تحقيق ذلك الاجماع بالتصويت، بل حتى داخل الولايات المتحدة، حيث تم وأد توصيات لجنة «بيكر ـ هاملتون» التي دعت الرئيس بوش للتفاهم مع ايران بشكل صريح، جاءت تلك التصريحات الايرانية الاستفزازية في وارد الملفين العراقي واللبناني، والتدخل العلني في الاحداث هنا وهناك بطريقة ساذجة، مثل نقل حقائب الاموال النقدية الى فلسطين ولبنان، هذه التصرفات التي يمكن ان يمارسها حزب طائش وليس دولة متزنة، كانت كافية لاقناع اعضاء مجلس الامن باتخاذ ذلك الموقف.
ونحن في هذه المنطقة من العالم لنا خبرة طويلة مع اطلاق التهديدات نحو اسرائيل مع تنفيذها فعليا بحق الاشقاء والجيران، هذا ما فعله عراق صدام، وتتحدث عنه ايران «الموت لأميركا واسرائيل» والواقع شيء آخر تماما.
اننا هنا لا نتحدث عن ايران «الشعب» ولا عن العلماء الافاضل، ولكن عن سياسيين مغامرين تسحرهم الميكروفونات ويضللهم اعلام شبيه باعلام احمد سعيد والصحاف «سنحرق الغزاة وسنقاتلهم حتى آخر طلقة»!
ان الادارة الاميركية التي تتخبط في التعامل مع ايران كما تخبطت في العراق ليست قادرة على احلال السلام في المنطقة، وهي تتحمل الجزء الاكبر من الفشل والدمار في العراق، ولسنا في وارد تأييد قرار العقوبات على ايران، بقدر التعبير عن الانزعاج من التخبط الايراني الذي أفقد طهران حلفاء كثيرين مثل موسكو وآخرين كانوا على الحياد وها هي تفقدهم الواحد تلو الآخر.
الجمهورية الاسلامية في ايران التي افتتحت 66 مكتبا في انحاء العالم لنشر مبادئ «الثورة الاسلامية» قد احاطت تلك المكاتب بجدران الشك والحذر من قبل سائر الدول التي تنشط فيها، والتي ادرك اناسها أنهم ليسوا امام دولة ذات رسالة بقدر ما انها دولة ذات طموح (هيمنة) ادواته السلاح النووي الذي هو ليس وسيلة ثقافية بالتأكيد، ونظرا لخبرة العالم بالدول ذات طموح الهيمنة، واين انتهى المطاف بذلك الطموح، فان احدا لا يرغب في ربط مصيره بمثل هذه الدول التي تجنح الى المفاجآت في علاقاتها بالعالم.
هذا الاكتشاف «..» الذي يعرفه العالم قد يغيب عن البعض من المتعاطفين مع ايران «الدولة» ـ وليس الفكر الديني ـ وهو غياب وغفلة حدثت في فترة «زهو» انظمة عديدة، سادت ثم بادت، وتركت خلفها ايتاما لم يسمعوا بالحكمة القديمة «ليس كل ما يلمع ذهبا».
كلمة أخيرة:
كان عمر ( رضى الله عنه ) اذا ولى قائدا حذره من اساءة استعمال السلطة، وقال له: «اني لم اسلطك على دماء المسلمين، ولا على أبشارهم ـ بالجلد ـ لكنني استعملتك لتقيم فيهم الصلاة وتقسم فيئهم بينهم، وتحكم بينهم بالعدل، وتقضي بينهم بالحق».
اقرأ أيضاً