Note: English translation is not 100% accurate
اختراق اليهود لمعظم الكيانات السياسية في المنطقة
الأربعاء
2007/1/17
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
كانت الاجواء في مصر في الاعوام 1946 ـ 1950 مشحونة على المستوى السياسي، الخلافات بين الاحزاب على اشدها والمساجلات بين الصحافيين، بدرجة تتزايد سخونة كل يوم، وقد صاحب اجواء الحرية الواسعة ظهور حركات فكرية جديدة بعضها قومي وبعضها شيوعي، الا ان شخصية حسن البنا القيادية الفذة، وطروحاته الشعبية، والدينية، اوجدت خللا كبيرا في التنافس لصالح تقدم جماعة الاخوان وانتشارها في انحاء القطر المصري حيث قدر عدد المنتسبين الى جمعية الاخوان المسلمين في عام 1950 بقرابة المليونين من المصريين الذين لم يكن يتجاوز عددهم في ذلك الوقت 17 مليون نسمة، وهو رقم ضخم بكل المقاييس.
كان العالم قد خرج للتو من الحرب العالمية الثانية واكتوى بويلات قيادة «كارزمية» في ألمانيا حشدت وراءها الشعب الألماني، ثم قادته الى كارثة مدمرة لالمانيا وللعالم بأسره، الا ان شعور العالم الغربي بما يجري في مصر، لم يكن بمثل احساس قادة اسرائيل، فقد كان المولود الجديد الذي يستشعر اكثر من غيره مكمن الخطر، واي خطر ـ بالنسبة لليهود ـ اكبر من دولة اسلامية شعارها الاول هو «تحرير فلسطين»، وهي تقع على مرمى حجر منها، كما انها الاكبر في الكثافة السكانية من سائر الدول العربية.
هذا الانتباه المبكر قاد الى التفكير في الوسيلة المناسبة لايقاف هذا المد الديني السياسي (سونامي) في مصر وهو امر لم يكن الملك فاروق يستطيع الوقوف امامه، وبقراءة مذكرات ديفيد بن غوريون وخبرة القادة اليهود المنتشرين في مختلف انحاء العالم بطبيعة الانظمة العسكرية، وقدرتها القمعية التي لا تتحقق في نظام ملكي مقيد نسبيا بالدستور، ما جعل الخيار المرجح لدى اليهود هو لصالح تشجيع قيام الجيش المصري بانقلاب وذلك لإقصاء الملك، وكبح جماح الاتجاهات السياسية المختلفة، وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين، وتصفيتها ان لزم الامر.
وقد فاقت جودة «..» التنفيذ كل التوقعات، ولا يغير في هذه الحقيقة موضوع الخلاف حول قناة السويس وبقية الممرات المائية الى البحر الاحمر، والذي تكرر مرتين، الاولى في حرب 1956 والثانية في حرب 1973 ففي الاولى كان الخلاف بين اسرائيل ومصر، فسمح لها الغرب بالعدوان وشاركها، واما الثانية فكان الخلاف بين الغرب واسرائيل، فسمحت للسادات بتحرير القناة عسكريا، والباقي بالتفاوض.
نعم، استفادت اسرائيل من النظام العسكري في اكثر من دولة عربية، ومناسبة هذا الحديث التذكير بمستوى فهم القيادات الاسرائيلية لأوضاعنا السياسية، وتغلغلها داخلنا عبر انواع متعددة من الوجود، اساتذة جامعة يزورون البلاد العربية، تحت مسميات مختلفة، وربما كان بعضهم من يهود البلاد العربية، ممن يجيد الحديث ويتعامل بكل المفردات النفسية التي نتعامل بها، فيغوص في التفاصيل، ثم يعود الى اسرائيل ليحاضر بما توصل اليه من توصيات.
انهم يوجدون بشكل لا يتصوره كثيرون وقد نجحوا في اختراق غالبية الجماعات السياسية والدينية، وهم قادرون على إحداث الصدامات بينها بسهولة، ليس من خلال التسليح، فهذا ابسط الادوات، ولكن من خلال الشحن النفسي، فالامر بسيط في المنطقة العربية، حيث يستطيع القائد البطل ان يتسبب في ضياع القدس في الستينيات ويستمر هو هو، القائد البطل، يتكرر الشيء نفسه بعد 40 عاما، فيتسبب صدام في تشريد شعب، ثم يظهر فيهم من يعتبره بطلا!
انها منطقة «متعودة» على الحروب العبثية، فلا مانع من السير وراء نفس القيادة التي مهدت لاشعال حرب الخليج الاولى، وها هي تمهد لاشعال حرب الخليج الثالثة، وهي قيادة بطلة، من جديد.
اننا نوجه الانظار الى التغلغل الصهيوني، ولا نلتفت للشعارات التي يطلقها المتغلغلون، والمحيطون بهم فالقياس هو بنتائج الاعمال السابقة والحالية.
كلمة أخيرة:
سأل الحارث عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن المرأة، هل تطوف طواف الوداع اذا كانت حائضا، فأفتاه عمر ان تنفر مع القوم من غير ان تطوف الوداع، فقال الحارث: «كذلك افتاني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )» فقال عمر: «أتسألني وقد سمعته من رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) كي اخالفه؟!».
اقرأ أيضاً