Note: English translation is not 100% accurate
شهداء أعلام.. الحسين وعثمان رضي الله عنهما
الأحد
2007/1/28
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
استشهاد سبط النبي ( صلى الله عليه وسلم )، الحسين بن علي ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ حدث عظيم، وجريمة كبرى ضربت هذه الأمة في خاصرتها، مثلما فعلت جريمة قتل عثمان بن عفان ( رضى الله عنه ) ، حيث دارت بعد مقتله معركتان هما «الجمل» و«صفين» بسبب تلك الجريمة، ولا تسل عن ضحايا هاتين المعركتين، وآثارهما الى اليوم.
نعم، انهما شخصيتان قتلا ظلما وعدوانا، فقد كان الحسين ( رضى الله عنه ) معارضا للجور والأخطاء التي وقعت فيها الدولة، وكان عثمان ( رضى الله عنه ) خليفة، بايعته الأمة، وقتل الأول بعد ان خذله الناس، كما قتل الثاني، وكان الناس يستأذنونه في حرب الخارجين عليه، فيجيبهم «من كانت لي عنده بيعة فليغمد سيفه، لن أكون أول من يضرب دماء المسلمين بعضها ببعض».
لقد أثبتت ثورة الحسين ( رضى الله عنه ) ان في الدولة الأموية أسباب انحراف، ظهرت جلية فيما بعد وكانت سببا لانتهائها، ولا ينفي ذلك حسناتها، في وصول الإسلام الى أواسط آسيا وافريقيا، على يد قادة عظماء مثل عقبة بن نافع وموسى بن نصير ومحمد بن القاسـم، غير انها دولة مثل غيرها من الدول، خالطها الضعف، ولم تصمد أمام شهوات الدنيا.
أما الصحابي الجليل عثمان بن عفان، فقد كان رمزا لعفة اليد واللسان، وحينما قال عنه المتآمرون ما قالوا، وقف خطيبا، ورد على كل ما قالوه، فالذين كانوا في ولاية من أقاربه، فقد تولوا الأمر من قبله، ولم يشهد عليهم أحد من المسلمين بسوء، وانه لم ينفق من مال المسلمين على أحد من أهله كما زعم هؤلاء، وكان يقول لمن يسمعه في المسجد من وجوه الصحابة «أشهدكم الله على ما قلت..» فيؤمّنون على مقالته «اللهم نعم» وفيهم الإمام علي كرم الله وجهه، الذي أمر ابنيه الحسن والحسين ان يمكثا أمام باب دار عثمان، لمنع الخارجين عليه من الدخول، ولكنهم تسوروا من الخلف وقتلوه.
يقول الإمام علي ( رضى الله عنه ) «ما فقدت صوابي إلا مرتين، يوم توفي النبي ( صلى الله عليه وسلم )، ويوم قتل عثمان».
جاء مهرولا، ودفع ابنـــه الحــسن في صدره قائلا: «ألم آمركما ان تمنعاه؟» أي تدافعا عنه، فقالا: «والله ما دخل أحد عليه، ولكنهم تسوروا من حيث لم نشعر».
ان هاتين الجريمتين البشعتين بحق هاتين الشخصيتين العظيمتين مليئتان بالدروس والعبر، وهما تبينان خطورة الفرقة، حيث يتسلل الهرج وتستباح الحرمات، فيقتل الأطفال والنساء، كما حدث مع الإمام الحسين في أهله، ومع الخليفة عثمان في زوجه، ومن حق هاتين الشخصيتين علينا ان نستلهم من سيرتيهما العبر في قيمة العدل وأهمية استتباب الأمن، وسبل اصلاح الأخطاء في الدولة على أساس «لا يكن نهيك عن منكر يأتي بأنكر منه».
اللهم علمنا ما ينفعنا، واحفظ هذه الأمة من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
كلمة أخيرة:
كتب عمر الى سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهما: «أما بعد، فإن للناس نفرة عن سلطانهم، فأعوذ بالله ان تدركني وإياك عمياء مجهولة، وضغائن محمولة، وأهواء متبعة، ودنيا مؤثرة».
اقرأ أيضاً