Note: English translation is not 100% accurate
خطاب عاقل
الاثنين
2007/1/29
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1378
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
انتقد سماحة المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله ـ من لبنان ـ الاثارة المذهبية والدينية بشكل عام، والتي تعيشها المنطقة العربية الى حد الاستسلام، أو قريبا منه، وأشار في مقالة «قيمة» نشرتها «الوطن» بالأمس الى جملة قضايا تتطلب التأكيد عليها، وأبرزها:
1 ـ يغلب على الخطاب الديني والمذهبي التحرك على السطح، لا في العمق، ويهمه أن تعتاد الجماهير على هذا النمط، حتى تكون تابعة له.
ولهذا، فهم يرجمون من يتحرك في العمق، ويخاطب عقول الناس، لا غرائزهم، ويصفونه بالخيانة تارة، واللاواقعية تارة أخرى.
2 ـ أخطر ما في الأمر ـ كما يقول ـ ان بعض من تبوأوا موقع التوجيه الديني ممن لا يملكون الكفاءة، يعملون على استغلال اخلاص الجماهير، لإبقائها على السطح، لأنها اذا تحركت في العمق، تلك الجماهير، فإنها ستكتشف مواقع الخلل، وستسحب الاعتراف بشرعية وقداسة أولئك المتاجرين بها.
ملاحظة: هذه الاوصاف تنطبق على كثيرين في كل مذهب، بل وفي الصف الديني غير الاسلامي بالقدر نفسه.
3 ـ تحرص بعض السلطات السياسية على إدمان الحالة المذهبية أوالعصبوية بهدف اثارة الضباب أمام الجماهير حتى لا تملك وضوح الرؤية لحقيقة الأمور، وبشكل خاص عندما تهتز المشروعية الموضوعية لهذه السلطة أو تلك، فإنها تعمل على اثارة الحس المذهبي أو الطائفي أو المناطقي أو العرقي، بهدف اكتساب قيمة مضافة من خلال قداسة الانتماء المذهبي، فتتراجع الحالة السياسية في النقاش لصالح الدين والوطن، لتحل محلها الغرائزية العصبوية التي تغطي العقل، وتمنعه من وضوح الرؤية.
4 ـ ازداد الأمر تعقيدا ببروز الحركات المتطرفة، التكفيرية، التي اتخذت من الاثارة المذهبية عنوانا لإثارة الجماهير من جهة، ورفع شعار مقاومة الاحتلال ـ ينطبق على العراق ولبنان ـ بما يشل حركات الانتقاد للاخطاء من جهة أخرى، وبذلك تصبح القاعدة هي الموجه للقيادة وليس العكس.
انتهى.
في مقاله القيم، يدعو السيد فضل الله الجميع، على امتداد العالم العربي والاسلامي الى عدم جعل الانتماء الحزبي والحركي، وسائر الاطر السياسية والاجتماعية حالة عصبية تلغي التنوع داخل تلك الكيانات ـ ومن ثم داخل المجتمع ككل ـ والعمل على تحويل الانتماء الى ارتباط فكري وعقلي يحقق المصلحة العامة للناس.
وهي دعوة سديدة تجيء في وقتها تماما، والجميع معني بها، بعيدا عن ادعاء العصمة، فالعقل الرزين في زمان كهذا يعمل بمبدأ النفس اللوامة، التي يكتنفها التواضع لله عز وجل، والصدق مع النفس، والناس.
كلمة أخيرة:
صاح عمر ( رضى الله عنه ) يوما على رجل، وعلاه بالدرة فقال الرجل: «أذكرك بالله» فطرحها عمر وقال: «لقد ذكرتني عظيما.. لقد ذكرتني عظيما».
اقرأ أيضاً