منذ 10 سنوات، في عام 1999 نجح د.محمد العطار في تأسيس وإدارة مركز الزراعة الملحية في دبي، فما قصة هذا المركز؟ ومن محمد العطار؟ الكل يعرف أن مشكلة ندرة المياه ستكون الأبرز في ظل تزايد معدلات الاستهلاك، ما يتطلب بذل الجهود في كل اتجاه لزيادة الموارد وخفض الهدر من خلال تطوير الشبكات وترشيد الاستهلاك، وإعادة استخدام المياه المعالجة للأغراض غير الآدمية، وهي كثيرة.
تصدى «المركز» لتحسين سلالات النباتات لتقاوم الملوحة، وتستهلك أقل قدر من المياه، هذا الموضوع نجد أثره – على سبيل المثال - في ملاعب كرة القدم والساحات الفسيحة في المجمعات الحكومية والمتنزهات وحتى ملاعب الغولف، كلها تستهلك مياها كثيرة لري العشب، وبوجود سلالة تتحمل الري بمياه 50% من البحر + 50% مياه عذبة نخفض الاستهلاك ونستفيد من مياه البحر، ثم اتجه «المركز» نحو شجيرات ذات قيمة غذائية، مثل النخيل، الشعير، الذرة، الأعلاف..الخ، وطور سلالات جديدة منها قادرة على تحمل مياه شبه مالحة، وكانت النتائج طيبة بشكل دعا مسؤولين زراعيين في دول الخليج لطلب نقل تلك السلالات الى بلادهم.
اتجه المركز نحو استصلاح الأراضي المالحة، وتسلم موقعا زراعيا في سلطنة عمان كانت تشرف عليه شركة استرالية، إلا أنها تركته لعدم تحقيق تقدم في معالجة مشكلة ملوحة التربة، وقد اطلعت على صور التقطت قبل مباشرة المركز التعامل مع المشكلة، ثم بعد مرور عام واحد فقط كانت الأرض مغطاة ببساط أخضر بسبب استخدام المعهد للأبحاث العلمية الحديثة في التعامل مع المشكلة، وليس أسلوب التجربة والخطأ.
يقول د.شوكت البرغوثي الذي تسلم إدارة المركز بعد د.محمد العطار: «لقد عملت في مؤسسات دولية في الغرب، ومع ذلك فأنا منبهر بالمستوى العلمي والفني الذي وصل إليه المعهد في مجال غير مطروق في دول نامية كثيرة».
لقد تشرفت بتقديم د.محمد غلوم العطار إلى من بيده قرار تعيينه في هذا الموقع قبل 10 سنوات، ورأيته يرفع اسم الكويت عاليا في دول كثيرة وتعرفت من خلاله على «معهد الكويت للأبحاث العلمية» الذي جاء منه د.العطار الى هذا المركز، وكان الاستماع الى إشادات مسؤولين دوليين بأدائه، في مرفق علمي وبحثي، مبعث سعادة غامرة لكل من آمن بأن طاقات العطاء والإبداع في هذا البلد قوية، متجددة لا تعرف اليأس.
وأبرز مشاريع المركز:
- 1- الري بمياه البحر مباشرة (تم التطبيق بنجاح لنباتات ذات قيمة اقتصادية).
- 2- إنشاء بنك للبذور المطورة، وهو أثمن ما يملكه المركز، ويبلغ عددها 6500 نوع تم تطوير بعضها بالمركز.
- 3- تطوير نباتات برية تتحمل الجفاف ونشرها في الصحراء، لتقوم بدور مصدات الرياح ومثبت للتربة.
- 4 - الاستخدام الرشيد للمياه الجوفية (في الوفرة تم تدمير المخزون الجوفي تماما).
تحية لك يا د.محمد، وشكرا لعائلتك تحملها فترة الابتعاد عنها في السنوات التي حققت فيها هذا الإنجاز.
كلمة أخيرة:
جاء في الحديث الشريف «السقيا أفضل الصدقة» وفي الخبر «بينما كلب يطوف بركية – جليب – قد كاد يقتله العطش إذ رأته بغيّ من بني إسرائيل فنزعت موقها – الخف – واستقت له، وسقته، فغفر الله لها».