Note: English translation is not 100% accurate
هل نجحت السجون في خفض الجرائم أم زادتها؟
الاثنين
2007/2/5
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1518
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
تابعت تقريرا اخباريا عن امتلاء السجون البريطانية، وعجز السلطات عن استيعاب احكام القضاة بالحبس للمئات كل يوم، وتذكرت مقالة للشيخ عبدالرحمن عبدالخالق، نشرها في الرأي العام 16/1/2007 جاء فيها:
1 ـ السجن بمنزلة دورة تدريبية على الاجرام، وهو مدرسة للشذوذ والانحراف الجنسي، وعبء اقتصادي على الامة.
2 ـ السجناء يجتمعون بسبب جرائم متفاوتة، ويقضون سجنهم معا اياما طويلة في غرف كبيرة تسمى عنابر، يأكلون وينامون جميعا، ولا تكاد تدور بينهم احاديث الا حول جرائمهم، ومشكلاتهم، فيتعلم المجرم البسيط من المجرمين العتاة اساليب جديدة للتخلص من الادلة وامورا كثيرة كان يجهلها.
3 ـ السجناء لفترات طويلة، او من ليس لديهم امل في الخروج ولا يوجد لديهم حافز الا الانتقام من النفس ومن المجتمع يحرصون على انواع الانحراف الجنسي المتاحة لهم لزيادة نشر الاذى واشراك الآخرين في معاناتهم.
4 ـ تتضرر اسر المسجونين بغيابهم، والقوانين لا تهتم بحمايتهم، فيتسلل الى معظم تلك الاسر من الانحراف، او ذل العيش ما يضعف المجتمع، فيلاقي اولاد السجين مصيرا قد يكون اظلم من مصيره، ماديا ومعنويا.
5 ـ امام عجز العالم في هذه القضية، لابد للمسلمين من التوقف عن متابعة هذا المنهج الفاشل، والعودة الى الشريعة الاسلامية، التي تخفض من تلك المعاناة وتقلل من اعداد المتضررين، وانواع الجرائم، من خلال العقوبات المقرة في الشريعة، فان قوة الردع للقلة، تحمى الاكثرية من الوقوع في معظم الجرائم.
6 ـ لم يثبت ان الاسلام لجأ الى عقوبة السجن، ففي مسألة (.. فأمسكوهن في البيوت) هو حكم منسوخ بآية الرجم، و(..او ينفوا من الارض) أي التغريب وهو الابعاد عن مسرح الجريمة، يمارس معه المبعد حياته الطبيعية، وما حدث من عقاب بالسجن لم يكن جريمة لها تشريع محدد، فكانت التعازير للزجر، وليست هي عقوبات حدية، ولم تتجاوز اياما قلائل، بينما تمارس التشريعات الغربية السجن المؤبد، واحيانا الى مائة ومائتي سنة! (انتهى).
هذا رأي يحتاج الى دراسة اصحاب الاختصاص من زوايا عدة، تشريعية وامنية واجتماعية واقتصادية، وهو يتطلب شجاعة من الاطراف التي عودتنا على التجاذب، وان كل ما يأتي من هذا الاتجاه مرفوض، فالمناكفة ليست هي افضل طرق بناء الامم!
في الغرب لجأوا الى تكليف المحكوم في جرائم بسيطة بأداء اعمال مفيدة للمجتمع، مثل قص الاعشاب او العمل في شركات البناء، او المؤسسات العامة كالمكتبات، بأجرة مخفضة، مع رفع تقارير عن ادائه الى القاضي للافراج عنه!
من القصص التي سمعناها منذ سنوات طويلة، ان مواطنا عراقيا انتقل الى السعودية للعيش فيها، كانت مهنته هي السرقة، وعندما شهد تنفيذ عقوبة الاعدام وبقية الحدود في ساحة عامة اتجه نحو عمل مفيد، ونجح، واستقرت اموره، ورآه زميل له ذات يوم يمر على ساحة «العدل» وفيها منصة تنفيذ الاحكام، ولاحظ انه يقبل خشبة تلك المنصة، فلما سأله عن السبب، قال: «هذه الخشبة سبب هذا الخير الذي اعيش فيه الآن».
الخلاصة، الجريمة لن تختفي مع تطبيق الحدود الشرعية، فقد كانت موجودة في افضل العهود الاسلامية، ولكن هذا التطبيق اكثر فعالية في الحد من الجريمة من الاساليب الغربية التي اعلنت فشلها، بينما نحن لا نزال نكرر ذلك الفشل، وهو نزيف آن له ان يتوقف، وان نبحث في البدائل، ومن يبحث بجد فانه سيتوصل الى حلول مبتكرة تجمع الردع والعقاب.
كلمة اخيرة:
بعد فتح فارس، وجد الفرس ان حكم المسلمين اقل ارهاقا لهم من حكم يزدجرد، فلم يزعجوهم في دينهم، ولم يتدخلوا في شؤونهم، وتركوهم على مناصبهم وادارة شؤون بلادهم، مكتفين منهم بالجزية لغير المسلم ومن المسلم بالزكاة، وهي تنفق على فقراء تلك النواحي، فأقبلوا على الاسلام طائعين، غير مجبرين.
اقرأ أيضاً