Note: English translation is not 100% accurate
إيران بين اتجاهين
الثلاثاء
2007/2/6
المصدر : الانباء
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
الحرص الخليجي على تحسين العلاقات مع ايران لم يقابله حرص مماثل، حيث تحرص القيادة الجديدة ـ بعكس د.محمد خاتمي ـ على التنقل بين بلاد الشرق وأقصى الغرب، واطلاق التصريحات التي أفقدتها صداقات استراتيجية في أوروبا وآسيا.
ليست هذه القيادة حريصة على تحسين العلاقة مع شركاء استراتيجيين أو محتملين، بقدر حرصها على لفت انتباه الداخل الايراني عن التعثر في تحقيق التنمية، وهو شيء مشابه لما عانت منه القيادة العراقية السابقة فلجأت الى تصدير هذا الفشل.
دول الخليج لا تؤيد مواجهة مسلحة بين الولايات المتحدة وايران، فالمنطقة قد اكتوت بثلاث حروب متلاحقة، وهي تعاني من حرب أهلية مستعرة، والاستقرار مطلب أساسي للدول كافة، وبالأخص دول الخليج التي تنفذ برنامجا إنمائيا لفت انتباه العالم، وليس من مصلحتها اندلاع حرب جديدة.
القيادة الايرانية «الجديدة» تعتمد الأسلوب الاستعراضي، سواء بالمناورات بتلك الطراريد البحرية أو بالتصريحات التي شهد العالم لها تجارب انتهت بأصحابها الى عض أصابع الندم.
انها سياسة هوجاء، ويعرف أصحابها ان استخدام الولايات المتحدة لقواعدها في بعض دول الخليج لن يكون ـ بالضرورة ـ برضاها الكامل، فمن يتعرض لتهديدات صارخة لا تكون أمامه خيارات تجاه الوجود الدولي على أراضيه، والمتسبب في ذلك هو من يطلق تلك التهديدات.
لقد جربنا صواريخ صدام، واذا كانت لائحة التهديد قد تمددت لتشمل غير الكويت هذه المرة، فإن المحصلة واحدة، فالأشقاء لا يملكون خيارا بشأن الوجود الدولي.
لقد ارتفعت أصوات محلية تطالب برحيل القوات الأميركية في عام 1993 وما تلاه، بعد حرب تحرير الكويت، عندما حدث استقرار أمني «نسبي» في المنطقة، فلما جاءت حشود صـدام عام 1994 على الحدود الكويتية سكتت تلك الأصوات.
نعم، ليست لدينا رغبة في وجود الاميركـان أو غيرهم، ولكن ما هو الخيار البديل لدول قررت ان توجه مواردها لتنمية الانسـان، فـــي منطقـــة لا تكترث الدول الكبرى فيها للتنمية؟ المواطن الايراني، كما العراقي، مهاجر الى الشرق والغرب بحثا عن الأمان وعن العمل، والقيادة الحالية مشغولة عنه ببرامج تسلح سبق ان مارسها الشاه وصدام فلم تحفظ لأي منهما أمن نظامه «التسلطي».
كان صدام يقول عن الكويت «هم مارسوا قوتهم الاقتصادية، واحنا مارسنا قوتنا العسكرية» هكذا كان ينظر لجهود التنمية، ممارسة قوة، ويعترف بأنه يستخدم القوة الغاشمة، بدلا من المنافسة في ملعب التنمية بنفس أدوات التنافس التنموي.
اننا نتمني لإيران وللمنطقة كلها السلامة من مخططات استنزاف قدراتها، وانهاك قواها، والمستفيد من ذلك الانهاك معروف تماما، الأمر الذي يتطلب عدم مساعدته عبر تلك التصريحات التي تكرر سيناريو مملا ومؤذيا.
نحن نعرف ان في ايران أجنحة، منها من يبحث عما نبحث عنه، نقرأ مقالاتهم ونسمع محاضراتهم، ولكنهم خارج السلطة ولا تأثير لهم في صناعة القرار على المستوى السياسي، ايران أقرب دول العالم الى العرب، فقد تمازجنا ثقافيا، واختلطت الدماء والانساب على نحو يحقق (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فلا يوجد حاجز نفسي حقيقي سوى أوهام في امكاننا ان نبددها أو ان نحولها الى حقيقة، انها تصرفاتنا، مجتمعين، وحتى الآن لم يصدر تصريح واحد سلبي بقدر ما هو الحث على المعالجة السياسية، مع ابداء تخوفات طبيعية من انشاء مفاعل رأى العالم له تجربة حقيقية مماثلة وفاشلة في «تشرنوبل».
كلمة أخيرة:
انتدب عثمان ( رضى الله عنه ) المسلمين للمسير الى افريقية ـ تونس ـ وكانت تحت حكم الرومان، فاستجاب له الناس، وفيهم الحسن والحسين رضي الله عنهما، وأوصى أمير الجيش، والي مصر قائلا: «عليك عهد الله وميثاقه أن تحسن الى المحسن وان تتجاوز عن المسيء» وأعان الجيش بألف بعير من ماله، يحمل عليها ضعفاء الناس.
اقرأ أيضاً