Note: English translation is not 100% accurate
حماس وفتح إخوة بالرضاعة
الاثنين
2007/2/12
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1358
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
اتفاق مكة المكرمة عاد بي خمس سنوات الى الوراء، حينما دار حديث بيني وبين مسؤول ألماني حول أوضاع المنطقة، قلت له ان الولايات المتحدة تضغط بقوة على المملكة العربية السعودية في وارد أحداث سبتمبر وتداعياتها، رغم انها من ضحايا التطرف الديني في أحقاب كثيرة من تاريخها، ورغم ان الغرب يحتاج السعودية استراتيجيا خمس مرات، فهي الأقدر على استقرار امدادات النفط ـ وليس أسعاره ـ وهي عنصر فاعل في ملف الشرق الأوسط، يقبل منها ما لا يقبل من غيرها، والسعودية لا تزال تحتفظ بعلاقات جيدة مع ايران، وبعد ان تقطعت حبال واشنطن مع طهران فهي أحوج ما تكون الى مخرج من دوامة تجاوز عمرها ربع قرن، وهي تلقي بظلالها اليوم على المنطقة أكثر من أي وقت مضى. رابعا، تمثل السعودية مركزا مفصليا في التعامل مع ملف الغلو والإرهاب الذي انتثرت أوراقه من المحيط الهادي ـ اندونيسيا ـ حتى الأطلسي، سواء لخبرتها الطويلة أو لموقعها الديني، خامسا، العراق يحتاج الى الطائف ومكة والرياض.. والمنفذ الشهير «عرعر»، وليس عند المجتمع الأميركي بعد فيتنام أقسى من تجربة العراق.
بعد هذا كله تفرط واشنطن بالسعودية في حملتها الظالمة التي زادت في تعقيد معظم تلك الملفات. لقاء «مكة المكرمة» هو بين حركتي حماس وفتح، وهما من الناحية الايديولوجية ليستا على طرفي نقيض، فقد كانت معسكرات التدريب الأولى، في 1969 ومطلع السبعينيات لحركة الاخوان المسلمين× فلسطين، تقع ضمن معسكرات فتح، وهي التي هيأت الأجواء لظهور «حماس» التي استفادت من شيخوخة فتح، والفساد الذي دب في أوصالها..الخ.
إذن هذا الصراع غير مبرر ايديولوجيا، وموضوع الاعتراف بإسرائيل واقامة دولة فلسطينية موحدة عاصمتها القدس هو ضمن الأهداف الأساسية لحركة فتح، وقد تطلب الأمر الموازنة بين الأهداف «الآنية» ـ تعزيز القدرات وتثبيت أركان الدولة ـ والأهداف «الكلية» وهي النظرية التي استعادت بها مصر سيناء، ولم تكسب اسرائيل من مصر شيئا فعليا مقارنة بخسارة سورية وعجزها عن استرجاع الأراضي التي فقدتها عام 1967!
الموازنة بين الأمرين ممكنة بل لا بد منها، فالبديل هو الفوضى الشاملة، والشماتة المهينة.
الأجواء السياسية في المنطقة تغيرت فيما يبدو، ففي ايران ليست الأولوية هي لبنان ولا محكمتها الدولية بقدر ما هي الملف النووي، ورفع الحصار، ولن تفرط «ايران» بالدور الكبير المحتمل «للرياض» لحلحلة هذه العقدة، الأمر الذي يدفعها لترك اتفاق «مكة المكرمة» بغير مناوشات، «اسرائيل» تعاني من حكومة ضعيفة بعد حرب الصيف الفاشلة، وتحتاج الى طرف فلسطيني تتفاهم معه، للخروج من أزمتها مع حفظ ماء الوجه تجاه أمن اسرائيل، أوروبا مستعدة أكثر من أي وقت مضى للدعم الاقتصادي لدولة فلسطينية تحترم الاتفاقات الدولية، ولن أتحدث عن موقف «واشنطن» الذي يستأذن تل أبيب لاتخاذ أي قرار بهذا الشأن!
إذن، الطريق سالكة أمام الفلسطينيين، والاخوة في حماس مطالبون بمراقبة كل انتخابات ديموقراطية في العالم، حيث تحدث مراجعة شكلية للشعارات التي أطلقها الحزب الفائز بالانتخابات قبل فوزه، فالحكم له استحقاقاته، أقول مراجعة «شكلية»، وهي لا تستعصي على أهل الخبرة، فإذا التمسنا العذر لمسؤولي حماس في «سنة أولى حكم» فإن الأيام القادمة تتطلب الإفادة من دروس تلك المرحلة، وليس لدينا سوى الدعاء، لمن ينوب عن الأمتين العربية والإسلامية في الدفاع عن أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.
كلمة أخيرة:
استقبل المسلمون عمر ( رضى الله عنه ) عند بيت المقدس، فقال له بعضهم، وكان عمر يلبس كساء من صوف فيه رقع وخروق: «أنت ملك العرب تلبس هذا؟!».
وقدموا له ثيابا من كتان، وبرذونا ـ راحلة فاخرة ـ بدلا عن بعيره.
فقال لهم: «لا أراكم ها هنا ـ لا تعيدوها ـ إنما الأمر من ها هنا ـ وأشار الى السماء ـ خلوا سبيل جملي».. وانطلق راكبا بعيره نحو أبواب بيت المقدس، وفتحها.
اقرأ أيضاً