Note: English translation is not 100% accurate
هل نخرج من «الاستجواب» بعقد إصلاحي؟!
السبت
2007/2/17
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1371
نجاح في عملية تلخيص الموضوع
حدث خطأ، الرجاء اعادة المحاولة
لا يوجد نتائج في عملية تلخيص الموضوع
بقلم : فيصل الزامل
فيصل الزامل
نتمنى ان يخرج استجواب الصحة عن التقليد المكرر، فالمستهدف بالتطوير هو «القطاع الصحي» ولو استطاع الوزير ان يذهب بإجاباته على محاور الاستجواب الى الأسباب الرئيسية التي أدت الى ما حدث سواء في ملف العلاج بالخارج أو ضخامة الجهاز الإداري التي جعلت التعيين والنقل...الخ، شغلا شاغلا، ومعيقا، عن تطوير القطاع الصحي.
لو ان الاستجواب ذهب الى أمهات المسائل، لتحققت من ورائه نتائج كبيرة، تشبه ابرام «عقد اصلاحي» بين مجلس الأمة والحكومة، تعمل بموجبه وزارة الصحة لسنوات طويلة، يكون خلالها هذا العقد هو «المسطرة».
الوزراء يتغيرون في الكويت بمعدل سريع، وما لم يتغير الوزير في استجواب فسيتغير في تشكيل جديد ـ أي وزير ـ والأهم من الأشخاص الرؤية والاتفاق عليها، فوزارة التربية ـ مثلا ـ وبالاتفاق مع المجلس الأعلى للتعليم وسائر الكيانات المتخصصة، «لجنة التعليم» النيابية و«جمعية المعلمين»..الخ، توصلت الى حقيقة ان ارتفاع معدلات نجاح 30% من الدارسين في الكويت في التعليم الأهلي يحسن نوعية مخرجات هؤلاء الطلبة، مع انخفاض تكلفة تعليمهم ما أكد الحاجة الى تغيير علاقة الوزارة بهذا القطاع من التنفيذ الى الإشراف والرقابة.
ترى، كم من الوقت ـ والضحايا ـ يحتاجه القطاع الصحي كي يصل الى القناعة نفسها؟!
إذن، نحن أمام استجواب قطاع، يجب ان يحمل مضامين تطوير جذري لهذا القطاع، وليس من مصلحة الناس ان يتم تفريغ هذا المجهود التطويري، فالوزراء يتغيرون بسرعة في هذا البلد، والوزير نفسه قد أعلن في مجلس الأمة عن عدم اهتمامه بالاستمرار في منصبه حينما قال «جئتكم من القطاع الخاص، فإذا محتاجيني والا مشكورين!»، وقد رد عليه رئيس مجلس الأمة يومئذ «هذا الكلام يوجه الى رئيس الوزراء وليس هنا!»، الوزير يمارس هذه القناعة فعليا، فهو يتواجد في مكتبه يوما واحدا في الأسبوع ولا يراه القياديون الذين يفترض ان يتلقوا منه الإرشادات، ولكن!
نعم، هي أزمة قطاع موجودة قبل مجيء الوزير الحالي، ولكنها تفاقمت وازدادت سوءا، وبالأرقام، ولا ينفع الكويت استخدام طرق غير صحيحة مثل (استقالة 240 طبيبا، صحيح، لكن هذا حقهم ولا نملك منعهم ـ العلاج في الخارج ارتفعت تكلفته السنوية من 120 ألف دينار الى 185 مليون دينار، صحيح، ولكن هذا الموضوع تحول الى الخناقة وهو في النيابة، لهذا لن نناقش هذا الموضوع!).. هل هذه هي الطريقة التي يناقش بها الاستجواب؟!
ان الحكومة التي تنشد الاصلاح وتعلن ذلك في كل مناسبة مطالبة بتوجيه هذا الاستجواب وغيره الى المسار الاصلاحي لنشاطات أي وزارة تكون بحاجة الى الاصلاح، بدلا من محاولة تفريغ الاستجواب، وفي أقرب تعديل وزاري يخرجه الوزير، ويبقى القطاع المعني بلا تطوير، بعد ان تفوت فرصة ذهبية على الحكومة الاصلاحية لإبرام عقد تاريخي لتطوير القطاع، واذا اظهر الوزير رغبة وقدرة على تنفيذ ذلك العقد فهو محل ترحيب، وان لم يرغب أو يستطع فليكن «التغيير» مرهونا بهذه المسألة، وليس برغبة النواب في ازاحته تقابلها فزعة حكومية، لتضيع صحة المواطن بين هذه وتلك!
كلمة أخيرة:
لا تعليق على ما قاله رئيس الهلال الأحمر العراقي أفضل مما كتبه د.يعقوب الغنيم يوم أمس في الوطن، ونحن بانتظار رد كل من السيد برجس البرجس واللواء علي المؤمن حتى يلقم بالحجر ذاك الذي يمدح من يفجر بلده، ويقدح من ينجدها، وهو ـ أيضا ـ ما عبر عنه كاريكاتير الوطن يوم أمس.
اقرأ أيضاً